الاسرة و المدمنالمراهقين

إدمان المراهقين للإباحية

إدمان المراهقين للإباحية

يعتبر إدمان المواد الإباحية إدمان سلوكي يتميز بإجبار المدمن على العودة لمشاهدة المواد الإباحية باستمرار، وفي هذا المقال سوف نسلط الضوء على خطورة إدمان المراهقين للإباحية.

في الماضي، كان الشخص الذي يعاني من الإدمان على المواد الإباحية يرضي شغفه عن طريق مشاهدة مقاطع الفيديو أو تصفح المجلات والصور الإباحية، ومنذ ذلك الحين تطورت الأدوات المتاحة لإشباع هذا الإدمان على المواد الإباحية بفضل الإنترنت والتقنيات الأخرى، مما سمح بالوصول إلى مواد إباحية غير محدودة على جميع المستويات.

بالإضافة إلى الإنترنت، فإن مجموعة أخرى من الوسائل مثل وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية تزيد من خطورة إدمان المراهقين للإباحية من خلال تسهيل وصول المراهق للمواد الإباحية في أي وقت وفي أي مكان. حيث تسمح هذه الأجهزة للمراهق بتخزين وعرض المواد الإباحية بكميات أكبر من أي وقت في السابق دون وجود أي دليل مادي على مشاهدة المراهق لها، وتقدّر عدة دراسات أن معدلات الاستهلاك الدولية للمواد الإباحية يمكن أن تتراوح بين 50 إلى 99 في المائة بين الرجال، ومن 30 إلى 86 في المائة بين النساء.

علامات إدمان المراهقين للإباحية:

على الرغم من أن العديد من العاملين في الطب النفسي لا يعاملون الحاجة إلى مشاهدة المواد الإباحية كنوع من أنواع الإدمان، إلا أن علامات وأعراض إدمان المواد الإباحية عادةً ما تكون مشابهة لتلك التي تدل على إدمان المخدرات أو المواد الكحولية. وتختلف علامات وأعراض إدمان المراهقين للإباحية باختلاف المراهق نفسه، خاصةً فيما يتعلق بتوافر المواد الإباحية، ومدة الفترة الزمنية التي يضطر فيها المراهق لمشاهدة هذه المواد، وشدة الإدمان نفسه. وهناك أعراض شائعة أخرى لدى العديد من المرضى الباحثين عن العلاج.

علامات وأعراض إدمان المواد الإباحية:

  • عدم القدرة على التوقف عن مشاهدة المواد الإباحية أو التوقف عن التعامل مع السلوكيات المرتبطة بالمشاهدة (مثل ممارسة العادة السرية) وذلك بالرغم من المحاولات المتكررة للتوقف، وأفاد حوالي 9 في المائة من مشاهدي المواد الإباحية أنهم قاموا بمحاولات فاشلة للتوقف.
  • المعاناة من الرغبة الشديدة في مشاهدة المواد الإباحية بنفس الطريقة التي يعاني منها مدمن المواد المخدرة أو الكحوليات، ويمكن لمدمن المواد الإباحية أن يستشعر رغبة قوية في مشاهدتها.
  • يصبح المراهق غاضباً أو عنيفاً عندما يُطلب منه التوقف عن مشاهدة المواد الإباحية، وقد ينكر أنّه يشاهد المواد الإباحية أو يشعر بالانزعاج عندما يُطلب منه التوقف.
  • الإبقاء على مشاهدة الإباحية سر عن أقرب الأقربين إلى المراهق، وتبين أن إدمان الإباحية يمكن أن يؤدي إلى زيادة السرية في العلاقات.
  • الشعور وكأن المرء يعيش حياة مزدوجة ذات جانب سري بسبب مشاهدة المواد الإباحية، وقد يشعر المراهق المصاب بالإدمان على الإباحية بالذنب والخجل من فعلته، ويعمل بكل جد على إخفاء مشاهدته للمواد الإباحية عن الآخرين.
  • الاستمرار في مشاهدة المواد الإباحية على الرغم من خطورة إدمان المراهقين للإباحية والنتائج السلبية لها، مثل فقدان الوظائف أو ضعف التحصيل العلمي. حيث أن عدم القدرة على الامتناع عن مشاهدة المواد الإباحية خلال ساعات العمل أو الدراسة يمكن أن يؤدي إلى إجراءات تأديبية أو حتى فقدان الوظيفة أو الفصل من الدراسة.
  • ضياع وقت كبير جداً بسبب قضاؤه في مشاهدة المواد الإباحية، فقد يقضي مدمني المواد الإباحية وقت طويل على مدار اليوم في مشاهدتها، وبالتالي تصبح مشاهدة الإباحية هي الأولوية لدى المراهق، ويضع كل شيء آخر جانباً للاستمرار في مشاهدة الإباحية.
  • يزيد استهلاك المراهق للمواد الإباحية مع مرور الوقت حتى يحصل على نفس النشوة أو الشعور بالرضا، كما هو الحال في أنواع الإدمان الأخرى.

وقبل الحديث عن خطورة إدمان المراهقين للإباحية يجب تحديد ما إذا كانت معالجة إدمان الإباحية أمراً ضرورياً بالنسبة للمراهق، ويجب أن يلقي نظرة على العبارات التالية أولاً، ويرى هل تنطبق عليه أم لا:

  • أشعر بالعجز في مقاومة الرغبة لمشاهدة المواد الإباحية.
  • كثيراً ما أقضي الكثير من الوقت على الإباحية على الرغم من أني لم أتعمد هذا في بداية مشاهدتي لها.
  • لقد قمت بالعديد من المحاولات غير الناجحة للحد أو التوقف عن مشاهدة الصور أو مقاطع الفيديو الإباحية.
  • أقضي جزء كبير من الوقت في مشاهدة الأفلام الإباحية أو التفكير فيها أو المشاركة في أنشطة من شأنها تمكين الوصول إلى الإباحية.
  • أنا أهمل التزاماتي تجاه الأسرة أو العمل الاجتماعي أو الدراسة لعرض المواد الإباحية.
  • استمر في مشاهدة الإباحية على الرغم من معرفتي بعواقبها السيئة.
  • أفوت على نفس الفرص أو أضع في اعتباري تفويت الفرص للحصول على المزيد من الوقت في مشاهدة الأفلام الإباحية.
  • أشعر بالقلق أو التوتر أو الانفعال إذا لم أتمكن من الوصول إلى المواد الإباحية.
  • العديد من هذه العلامات التحذيرية تكشف السلوكيات المرتبطة بالإدمان، مع العزلة من أجل الانخراط في مشاهدة الصور الإباحية، أو تجاهل وإهمال العلاقات
  • الهامة بسبب المواد الإباحية. ومن خطورة إدمان المراهقين للإباحية أنهم قد يجدون أنفسهم يقضون الكثير من الساعات يومياً في استعراض ومشاهدة الإباحية.
  • وإذا تركت دون علاج، تظهر خطورة إدمان المراهقين للإباحية في انقطاع العلاقات الاجتماعية أو توليد الشعور بالذنب، أو حتى مشاكل في العمل والدراسة، كما أن خطورة إدمان المراهقين للإباحية تبدو في مشاكل أخرى تتعلق بالصحة النفسية والتي يمكن أن تتسبب في أنواع أخرى من الإدمان، مثل إدمان المخدرات، أو مشكلات نفسية مثل اضطرابات المزاج والاكتئاب.

خطورة إدمان المراهقين للإباحية: 4 مخاطر محتملة:

هناك بعض الشواطئ الجميلة في العالم لكن لديها بعض المخاطر الخفية، عندما تغمر المياه الرمال تحت السطح تدفع جزيئات الرمل بعيداً، والنتيجة تكون خليط موجل من الاثنين يمكن أن يغوص الإنسان فيه، فيما يعرف باسم “الرمال المتحركة”. ويحاول الشخص المقاومة في هذه الحالة لكنه لا يعلم أنه يدفع نفسه للأسفل أكثر حتى يشعر في النهاية باليأس من المحاولة.

هذا التشبيه هو ما تفعله المواد الإباحية للملايين حول العالم يومياً، حيث تبدأ مشاهدة المواد الإباحية في البداية بالشعور بالنشوة دون أي علامات للخطر، ثم لا يمر الكثير من الوقت حتى تسيطر الإباحية على مخ المشاهد تماماً وتتحول إلى عادة ذات جذور عميقة في المخ ويصبح التخلص منها صعباً للغاية.

هذه هي بداية الإدمان، وعلى الرغم من خطورة إدمان المراهقين للإباحية إلا أن المستخدم ليس المتضرر الوحيد، فالعواقب على المجتمع ككل مثيرة للقلق، لذا يجب التعرف على المخاطر المحتملة قبل التخلص من مشاهدة الإباحية نهائياً.

1. الإدمان:

طبقاً لبعض المختصين في العلاج النفسي، ليس هناك شخص واحد يمكنه التوقف عن مشاهدة الإباحية بسهولة، خصوصاً مع وصوله إلى مرحلة الإدمان، مما يبرز خطورة إدمان المراهقين للإباحية. وعلى الرغم من الرغبة الشديدة في العيش بحرية بعيداً عن الآثار السلبية للمواد الإباحية في حياة المراهق، إلا أن التخلص من هذه العادة يعتبر كفاحاً في حد ذاته، حيث يصبح الإنسان عبداً للمواد الإباحية ولا يستطيع الإقلاع عنها بعدما تمكنت منه.

2. تدمير العلاقات:

سوف نتحدث في هذه النقطة عن تأثير إدمان المواد الإباحية على البالغين، خصوصاً في العلاقات الحميمية التي تتطلب الكثير من الوقت والطاقة والتضحية، كما أن العلاقات الحميمية مكلفة لأنها تتطلب الزواج في إطار شرعي، بالتالي قد يبحث الشخص عن وسيلة رخيصة وسريعة للحصول على نفس الشعور – من وجهة نظره – وهنا يبدأ في استكشاف المواد الإباحية.

المشكلة هنا أن الشخص يبدأ في التعلق بالمواد الإباحية وتصبح العلاقة الحميمية سعياً أنانياً منه لإعادة إنشاء المشاهد التي رآها في الأفلام، وهي في الحقيقة بعيدة كل البعد عن العلاقة الحميمية بين الزوج والزوجة. كل هذا يتسبب في تدمير العلاقات الاجتماعية وارتفاع حالات الطلاق، وفي الولايات المتحدة أظهر استطلاع رأي عام 2003 جرى على 350 محام متخصص في الطلاق، أن عدد كبير من حالات الطلاق كانت بسبب إدمان الإباحية.

3. دعم الإتجار بالبشر:

كل نقرة على موقع إباحي تساهم في تدمير الأرواح، فكثير من العاملات في صناعة الإباحية حول العالم تم إجبارهن عليها ضمن تجارة البشر المجرمة دولياً، وحتى أولئك الذين دخلوا لهذه الصناعة عن طيب خاطر يتحدثن عن إجبارهن على القيام بأشياء مؤذية لم يرغبوا في القيام بها. وليس النساء فقط، بل أيضاً الرجال يساء استغلالهم في صناعة الأفلام الإباحية، وفي تصريح لأحد أبطال هذه الأفلام قال أنّه كان يعمل بعيداً عن الإباحية حتى يحصل على المال اللازم لشراء مسكنات الألم الناتج عن المواد الإباحية.

كما أن الإباحية تغذي الطلب على الدعارة، وفي عام 2003 جرى بحث على 854 من الناجين من الإتجار بالبشر ووجد البحث أن حوالي 50 في المائة منهم أجبروا على المشاركة في أعمال إباحية.

4. الجيل القادم:

تكمن خطورة إدمان المراهقين للإباحية في أنهم الجيل القادم من الذكور والإناث الذين يفترض بناؤهم للمجتمعات، وأصبح من الصعب جداً أن تجد فرد في مرحلة المراهق لم يتعرض للمواد الإباحية، خاصةً وأنها أصبحت موجودة في العديد من الألعاب الإلكترونية، ولعبة مثل Grand Theft Auto تظهر فيها الإباحية بشكل مبالغ فيه.

مخاطر أخرى لادمان المراهقين للاباحية:

  • خطورة إدمان المراهقين للإباحية لا تتوقف هنا، فهناك مخاطر صحية أيضاً. حسب دراسة قام بها علماء ألمان، وجدوا أن الأفراد الذين تعرضوا للمواد الإباحية تقلصت لديهم منطقة striatum وهي منطقة في المخ مسئولة عن نظام المكافآت. لكن ماذا يعني ذلك؟
  • لتبسيط المسألة سوف نضرب مثالاً آخر، إذا أعطينا شخص ما القليل من المال ينشط نظام المكافآت في المخ بنسبة منخفضة، وعندما نعطيه المزيد من المال ينشط نظام المكافآت بنسبة أعلى.
  • وجد العلماء أن مشاهدة المواد الإباحية باستمرار يؤثر سلبياً على هذا النمط، حيث أن الأشخاص الذين شاهدوا المزيد من الأفلام الإباحية كانت استجابتهم أقل، ما يعني أن التعرض المتكرر للإباحية يقلل من المتعة الناتجة عن العلاقة الحميمية الطبيعية.
  • ما تُظهره هذه الدراسة هو العلاقة بين حجم المخ والوقت الذي يقضيه الفرد في مشاهدة الأفلام الإباحية، لمعرفة حقيقة تأثير وقت المشاهدة على الدماغ.
    في النهاية يجب أن يعلم الآباء والأمهات أن المشكلة ليست في الإنترنت بحد ذاته، أو حتى في الأجهزة التي سهلت الوصول للإباحية أكثر من أي وقت مضى، فكل شيء له جانبين في الاستخدام، الجانب الإيجابي والجانب السلبي، لذا يجب التركيز على تنشئة الطفل نشأة سليمة وتعريفه بمخاطر مشاهدة الأفلام الإباحية وأيضاً معرفة خطورة إدمان المراهقين للإباحية والأضرار النفسية والصحية المرتبطة بها. ثم بعد ذلك توجيه الطفل نحو ممارسة نشاطات يُخرج فيها طاقته بطريقة صحية، نشاطات مثل الرياضة أو الفنون، حيث يمكن الاشتراك في النادي الرياضي والتعرّف على هوايات الطفل وتنميتها.
  • ويجب أيضاً أن يكون للآباء والأمهات دور رقابي على المراهقين، فلا يُترك المراهق في غرفته وهو مُغلق للباب فترات طويلة، وتشجيعه على المشاركة مع العائلة في مشاهدة التلفاز أو الخروج للتنزه، ويُمكن وضع جهاز الكمبيوتر الرئيسي في غرفة المعيشة بالمنزل بحيث يسهل مراقبة استخدام المراهق للإنترنت وتحديد وقت للاستخدام. وأيضاً توجيه المراهق في كيفية اختيار أصدقاؤه والابتعاد عن أصدقاء السوء.
  • كل هذه الأشياء يمكن أن تساعد على تجنب خطورة إدمان المراهقين للإباحية وممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

طلب المساعدة والحصول على العلاج:

  • بسبب خطورة إدمان المراهقين للإباحية، يجب أن يكون العلاج مركزاً على حالة الإدمان لدى المراهق، من خلال العمل على تغيير أنماط السلوك والأفكار التي تؤدي إلى إدمان المواد الإباحية، وتطوير بعض مهارات الوقاية من الانتكاس.
  • الخطوة الأولى في الحصول على المساعدة والعلاج هي اعتراف المراهق بأن لديه مشكلة، يلي ذلك الاتصال بمركز علاج مختص أو طبيب نفسي له خبرة في علاج إدمان المواد الإباحية، ولديه معرفة بأكثر أساليب العلاج فعالية في هذه الحالة، مثل العلاج السلوكي المعرفي.
  • ومن المهم أيضاً أن يدرك المريض خطورة إدمان المراهقين للإباحية ويكون صادقاً مع الطبيب المعالج في كل شيء، ولا يترك أي تفاصيل هامة فقط لكونها محرجة أو غير مريحة، لأن هذه التفاصيل يمكن أن تساعد المعالج على توجيه خطة العلاج الخاصة بالمراهق نحو الطريق الصحيح، وأخيراً يجب أن يعلم المراهق أن الطبيب موجود لعلاجه وليس للحكم عليه.
  • قد يكون البحث عن المساعدة واعتراف المراهق بإدمانه للمواد الإباحية محرجاً أو مهيناً، لكنها خطوة مهمة في طريق العلاج.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق