الاسرة و المدمنالمراهقين

المدرسة وادمان المراهقين وطرق الوقاية

المدرسة وادمان المراهقين

المدرسة وادمان المراهقين، قضية تفرض نفسها على الأذهان في ظل تطور السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها المراهقين والتي قد تصل إلى حد الإدمان، والإدمان في جوهره هو السلوك الذي لايمكن السيطرة عليه، حتى وأن كان يتسبب في العديد من الأضرار الصحية والنفسية والاجتماعية.

وتشهد مرحلة المراهقة العديد من المشاكل والأزمات التي تلحق الضرر بالمراهقين في حال عدم تداركها من قبل الأهل والمدرسة، ومساعدة هؤلاء الصغار في تخطي هذه المرحلة الحرجة والتي تشهد العديد من التغيرات، والتي قد يتسبب بعضها في شعور هؤلاء المراهقين بالحزن أو القلق مما يدفعهم لإدمان أشياء مسيئة لصحتهم وجسده وتطور ونمو عقولهم مثل إدمان الكحوليات أو الانترنت أو الإدمان الإباحي أو ادمان المخدرات.

وعند البحث عن حل لمشكلة إدمان المراهقين سوف يكون هناك مسؤولية على عاتق الأسرة ومسؤولية أخرى تقع على المدرسة والتي قد تلعب دورا هاما في حماية هؤلاء المراهقين من الانخراط في السلوكيات الخاطئة وضياع مستقبلهم.

المدرسة وادمان المراهقين وطرق الوقاية:

حيث أن المدرسة هي الجهة الرقابية الثانية التي تأتي بعد الأهل في السيطرة على المراهقين ورقابتها، وتلعب المدرسة دور هام في حماية هذه الشريحة العمرية من الاندماج والانخراط في عالم الإدمان بكل أشكاله، خاصة في مرحلة الثانوية وذلك لأن هذه المرحلة شديدة الحساسية ويستهدفها عدد كبير من مروجي المخدرات والكحوليات.

ويقع على  المدارس مسؤولية حماية الطلاب من  التعرض للإدمان بكل الطرق، ويمكن الإشارة إلى العلاقة بين المدرسة وادمان المراهقين والدور الذي يمكن أن تفعله المدرسة لحمايتهم:

  • أن تعمل المدرسة على تشجيع الطلاب على ممارسة الرياضة من خلال إتاحة الأنشطة الرياضية المختلفة والتي تساعد في تكوين وبناء  الشخصية، كما تساهم الرياضة في زيادة الثقة بالنفس و زيادة قدرته على استكمال التحدي لكل أشكال المعوقات، حيث أن الرياضة تساهم في تقوية الإرادة والثقة والإصرار، بحيث يتمكن الشخص الرياضي من رفض كل السلوكيات الضارة والخاطئة وعدم التأثير بأي مغريات.
  • من الضروري أن تقوم المدرسة بمزيد من التركيز و الاهتمام بالأنشطة الثقافية المتداولة في المدرسة بمختلف مجالاتها خاصة الأنشطة الثقافية الخاصة بالإدمان مثل الإذاعة المدرسية عبر اذاعة موضوعات تخص الإدمان وأضراره على الصحة والعقل والرسوم المتحركة، والمنشورات، والتي تكون بمثابة رسائل قصيرة سريعة، كما يمكن أيضا أن تقوم المدرسة بعمل أنشطة أخرى ذات تأثير مباشر وصريح على المراهقين مثل الأنشطة الفنية والانشطة الاجتماعية والترفيهية مثل قيام المدرسة بعمل العديد من  الرحلات المدرسية والتي توظف طاقات المراهقين في مجالات مفيدة، والقيام بالحفلات المدرسية والتي تظف طاقات المراهقين وتكشف مواهبهم الحقيقة سواء في الغناء أو الرقص أو غيرها، وبذلك تستطيع المدرسة أن تبرز قدرات المراهقين ومواهبهم وتساعدهم على فهم ذاتهم.
  • كما يمكن للأطباء  الموجودين في الوحدات الصحية المتوافرة في المدارس أن يقوموا باكتشاف حالات الإدمان من المراهقين من خلال طرح الأسئلة غير المباشرة لهؤلاء الطلبة ممن يشتبه في تناولهم للمخدرات أو الكحوليات، فعلى سبيل المثال يتم سؤالهم: هل يوجد في العائلة أي شخص يتناول أي مواد مخدرة؟ هل يقوم أحد بعزومتك بأي نوع من المخدرات أو الكحوليات.
  • يمكن للمدرسة أن تقوم بعمل مجموعات مدرسية متخصصة في مجال مكافحة الإدمان والسيطرة على السلوكيات الخاطئة للمراهقين، ويتم تدريب هذه المجموعات لاكتسابهم الخبرات والكفاءة لاكتشاف حالات الإدمان المبكرة، كما يمكن أن تضم المجموعات المتخصصة في مكافحة إدمان المراهقين في المدارس طلاب سبق لهم السقوط في عالم الإدمان وتم علاجهم بشكل نهائي، وهذه الجزئية سوف تكون مصدرا لتشجيع هؤلاء المراهقين على تخطي مرحلة الإدمان والثبات في رحلة العلاج، حيث أن الطلبة لهم قدرة و إمكانية  في اختراق عقول وقلوب زملائهم من نفس المرحلة العمرية ومعرفة نقاط القوة والضعف ومعرفة أحوالهم أكثر من الكبار، وزيادة القدرة على إقناعهم في الدخول في رحلة العلاج، ولا سيما هؤلاء الطلبة ممن تم شفائهم من الإدمان هم بمثابة المثال العملي المميز و الناجح أمام زملائهم المرضى.
  • على المدرسة أيضا أن تكثف جهودها في الاهتمام بحالات هروب الطلبة واستمرارالتغيب عن المدرسة، والتوجه إلى ولي الأمر ومخاطبته للاستفسار عن الأسباب  والمبررات التي واتاحة الفرصة للأباء والأمهات للمشاركة الفعَّالة في تقويم الأبناء وملاحظة كافة تصرفاتهم.
  • ومن الضروري أيضا أن تعمل المدرسة على الاهتمام بحالات التأخر التي يصل إليها الطلاب في المستوى  الدراسي، والتي قد تكون بداية الإحباط والإنخراط في الإدمان، ولابد من المشاركة والتعاون مع الأسرة بهدف مواجهة هذه المشاكل وإزالتها حتى لاتتفاقم.
  • تكثيف مراقبة البوابات الخاصة بالمدارس و الشوارع والنواصي القريبة من المدارس، حيث يقوم بعض من مروجي المخدرات  أو بعض الطلبة المتعالين في هذا المجال بتوزيع المخدرات على الباقي.

المدرسة وادمان المراهقين ودور حملات التوعية:

مع تفاقم العلاقة بين المدرسة وإدمان المراهقين وزيادة انتشار ظاهرة الإدمان أصبح من الضروري عمل حملات للتوعية، سواء عبر الندوات أو من خلال المناهج المدرسية التي يدرسها المراهقين، كما يمكن للمدرسة أن تقوم بعمل الندوات الثقافية المتخصصة والتي تستهدف  توعية المراهقين والقاء الضوء على مشكلات هذه المرحلة العمرية وتبصيرهم بجميع الأزمات والمغريات التي يقودها رفقاء السوء لتحطيم هؤلاء المراهقين، وتقوم المدرسة بعمل هذه الندوات لتحصينهم المراهقين بالبيانات والمعلومات الصحيحة معتمدة على مقولة اعرف عدوك ، حتى يكون من الصعب الإيقاع بهؤلاء المراهقين في عالم الإدمان والجريمة،  مع استمرار المدرسة في الإلتزام بالمصداقية في التوعية وتجنب التهويل في طرح الأعراض والأضرار أو التهوين عند التحدث عن المستقبل، فعلى سبيل المثال عند الحديث إلى الأطفال عند المخدرات فلا يمكن يقال لهم أن من تناول المخدرات يؤدي إلى الوفاة فورا، وذلك لأن الأطفال يشاهدون الأفلام التي يتناول أبطالها المخدرات ويعيشون مما يشعرهم بتزييف الحقائق ويفقدهم الثقة، كما يجب عقد حلقات نقاش و حوار مع الآباء والأمهات بشكل دوري ومستمر لتوجيههم واطلاعهم  على أبرزمشكلات المراهقين.

المدرسة وادمان المراهقين والعلاج عبر الحلقات الدراسية:

قيام المدرسة بتنظيم دورات وحلقات دراسية موجهة للأخصائيين الاجتماعيين والمعلمين والموظفين في المدرسة، والتي تتناول أحدث الطرق والأساليب المتبعة في اكتشاف حالات المراهقين ممن انخرطوا في عالم الإدمان مبكرا والعمل على علاجها سريعا.

 

المدرسة وادمان المراهقين والعلاج عبر الإخصائيين:

عند الحديث عن العلاقة بين المدرسة وادمان المراهقين لابد من التأكيد على أنه من الضروري أن تهتم المدرسة بتنمية وتأهيل المدرسين والأخصائيين العاملين في المدرسة بأدوارهم ، لكي تصبح المدارس بيئة تعليمية فعالة لحماية المراهقين من خوض أي تجارب سيئة واكتساب عادات أو سلوكيات خاطئة تقودهم في بعض الأحيان إلى الإدمان، ولذلك على المدرسة تثقيف وتنمية مهارات المعلمين ويمكن توجيه العديد من البرامج للطلاب وفقا للمراحل التعليمية المختلفة والتي تتضمن العديد من المعايير ومنها:

  • أن يتم تصميم البرامج بطريقة التصميم الاستباقي وهو الذي يستبق عوامل الخطر المحتمل، مما يساعد في مواجهة أي علامات أو عوامل خطر قريبة في وقت مبكر، والتي تقود إلى تناول أو تعاطي هذه الأشياء، وهذه البرامج تكون  في صورة برامج تعليم تم تصميمها بهدف تقليل خطر تعاطي الأطفال، حيث أن تعليم الأطفال كيفية حماية أنفسهم وسلوكياتهم وأفكارهم من كافة أنواع الإغراءات التي قد يتعرضوا لها، جانب تعليمهم مبادئ وقواعد التعامل مع الأشخاص الغرباء، ودراسة منهجية وطرق اكتساب السلوكيات الصحيحة.
  • أن يتم التركيز على قضية تحسين مستوى العلاقات الاجتماعية والعاطفية، وذلك بهدف صد أي خطر محتمل حدوثه وينتج عنه تعاطي المخدرات أو الوقوع في عالم الإدمان بمختلف أشكاله، بجانب تعلم أسس العلاقات الاجتماعية والتغلب على كافة المشكلات التي تنجم عنها مثل العنف أو العدوان، أو الفشل الدراسي.
  • ومن الضروري أن تهتم البرامج المتخصصة في  مكافحة الإدمان أو المادة التي تحتويها البرامج والمخصصة لهذه  المرحلة على العديد من التعليمات المهم للتحكم في المدمن مثل ضبط النفس، التواصل الاجتماعي والوعي العاطفي، التواصل، التعاون الأسري والمشاركة.
  • برامج الوقاية والعلاج من الإدمان والتي تم تصميمها لطلاب المرحلة العمرية المتوسطة وهم من يمرون بمرحلة المراهقة، والتي تتميز بالجداًرة العلمية مع زيادة التركيز على إكساب المراهقين العديد من المهارات مثل:
    • التعود على استمرار الدراسة  وطلب العلم كسلوك.
    • تعلم كافة فنون التواصل مع الآخرين والمشاركة المجتمعية مع الآخر بكل حقيقي ومحترف.
    • الوعي بمختلف أدبيات وقواعد علاقات الأقران.
    • تعلم كيفية الصمود والرفض والمقاومة لكافة أنواع المخدرات.
    • تقوية  كافة الاتجاهات التي ترفض تناول المخدرات بكل أشكالها.

أسباب انتشار إدمان المراهقين:

الجدير بالذكر أن تعقد العلاقة بين المدرسة وادمان المراهقين يعود إلى أسباب كثية، حيث أن ظاهرة الإدمان أصبحت منتشرة جدا في الآونة الأخيرة عند شريحة المراهقين في  والنوادي ، والمراكز الرياضية، ويكون السبب الرئيسي غياب الدور الرقابي على المراهقين ووجود وقت فراغ غير ستفاد منه، وتتعدد أشكال وطرق الإدمان عند المراهقين، ومن ضمنها إدمان المخدرات بمختلف أنواعها وإدمان الكحوليات أو إدمان الإباحية وإدمان الإنترنت والذي يأتي في مقدمة أنواع الإدمان التي ينجذب إليه المراهقين في الفترة الأخيرة وهو وفقا للتعريف الصيني أن يطلق لفظ إدمان الإنترنت على  الأشخاص الذين يقضون ما لا يقل عن 6 ساعات يوميا أمام الانترنت.

اساليب العلاج الحديثة للإدمان:

قد يكون للمدرسة دور كبير في علاج إدمان المراهقين ولكن الأسرة أيضا لها دور آخر لا يقل عن دور المدرسة ويمكن بالتعاون مع الطرفين السيطرة على ظاهرة الإدمان والتخلص من السلوكيات الخاطئة التي يتبعها العديد من المراهقين في هذه المرحلة وذلك من خلال:

الاشتراك في الأنشطة العائلية:

إشراك المراهقين في الأنشطة العائلية مهم جدا خاصة الأنشطة التي لا تتضمن كمبيوتر وانترنت حتى لايكون هناك بدائل عن المشاركة في الأنشطة، مثل المشاركة مع العائلة في القيام ببعض التمارين الرياضية و الترفيهية، أو ممارسة الهوايات المختلفة و التي تساعد المراهقين على الانطلاق والشعور بالسعادة والحرية والخروج من المنزل.

المشاركة في اجتماعات العائلة الواحدة:

فلا بد من الإصرار على وجود المراهقين ضمن اجتماعات العائلة في كل مرة ولابد من اختيار التوقيت المناسب للاجتماع مثل بعد العشاء بشكل مباشر، وهو له واقع جميل على المراهقين يشعرهم بالتقدير والحب والمسؤولية.

أداء الواجبات المدرسية في أماكن المعيشة:

لابد من الزام  المراهق بأداء الواجبات الدراسية في الأماكن المخصصة مثل غرفة المعيشة، أو غرفة العائلة، أو غرفة أو في المكان المخصص للطعام، حيث يمكن للأم أو الأب متابعة الأبن والتفاعل مع أي نشاط يقوم بممارسته سواء عبر الموبايل أو الانترنت من وقت لآخر، ويفضل أن يتم وضع الكمبيوتر في غرف المعيشة أو الجلوس وعد وضعه في غرف النوم حتى يسهل عملية مراقبة المراهقين والسيطرة على سلوكياتهم ورصد تصرفاتهم أول بأول مما يحافظ عليهم من الوقوع في عالم الإدمان.

ممارسة الأنشطة التي يفضلها المراهقون:

لابد من أن تساعد العائلة المراهقين في ممارسة الأنشطة التي يحبونها مثل الاشتراك في بعض الألعاب الرياضية بعينها مثل كرة القدم أو السباحة أو التنس، فمثل هذه الأنشطة تحقق لهم الشعور بالسعادة وتبث في داخلهم الروح الرياضية.

مواجهة المشكلات الحياتية:

أغلب المراهقين في هذه الفترة يواجهون العديد من الضغوط والمشكلات التي تسبب لهم الأرق والحيرة والغضب في بعض الأحيان، وفي حالة عدم مساعدتهم في التخلص من هذه الأزمات ومواجهة مشكلات الحياة بكل تفاصيلها يصبح عالم الإدمان هو البديل المفضل بالنسبة لهم، لذلك من الضروري ايجاد حلول لكل المشاكل الحياتية التي تعوق حياة المراهقين ومساعدتهم على تخطيها.

الضوابط البرمجية:

يوجد مجموعة مميزة من البرامج التجارية التي يمكن للأهل والمدرسة استخدامها للسيطرة على المراهقين ومراقبة ورصد الانشطة التي يمارسونها عبر شبكات الانترنت.

وتستطيع مثل هذه البرامج  أن تحتفظ بسجل لكل مواقع الويب التي يقبل عليها المراهقين ويقضون أغلب الأوقات عليها، كما تتميز بخاصة منع الوصول إلى مواقع ويب بعينها أو برامج معينة، كما تتيح البرامج امكانية منع تنزيل أيا من الملفات ووضع القيود على كم الوقت الذي يستخدمه المراهقين أمام الانترنت.

في النهاية نؤكد على أن المدرسة لها تأثير بالغ على حياة الطلاب والمجتمع ككل، وذلك من خلال تأثرها على كافة سلوكيات و أفعال الطلاب وتتحكم في تشكيل اتجاهاته بشكل مباشر كونها البيئة التعليمية المحيطة بالطالب التي تشكل سلوكه نتيجة للتفاعل والمشاركة، ويمكن أن تقوم المدرسة بدور مهم في السيطرة على ظاهرة الإدمان لدى المراهقين من خلال مجموعة من الخطوات حفاظا على هؤلاء الصغار من الانخراط في عالم الإدمان.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق