كيفية تعامل الأسرة مع انتكاسة المخدرات
تعامل الأسرة مع انتكاسة المخدرات

من الأمور التي يخشى عليها على المدمن المتعافي أو الخاضع للعلاج، هو عودته مرة أخرى إلى إدمان المخدرات، أو ما تسميه الدراسات الطبية الخاصة بالإدمان الانتكاسة، لذلك كان على الجميع الحذر والانتباه، ومعرفة الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى انتكاسة الفرد المتعافي، ومن هذه الأسباب هي الاسرة المحيطة بالفرد المتعافي.
فقد بينت الدراسات الحديثة أن الأسرة لها دور كبير في انتكاسة الفرد المتعافي، أو بمعنى أدق ان الأخطاء التي ترتكبها بعض الأسر قد تؤدي بالضرورة إلى عودة المدمن المتعافي إلى الإدمان بصورة أكبر وأشد عن ذي قبل، فحري بنا أن نتعرف على الأسباب الحقيقية للانتكاسة، وما هي الأسباب الحقيقية التي تتعلق بدور الاسرة في ذلك، لذلك نتناول ونستعرض في هذا المقال عدة نقاط منها تعامل الأسرة مع انتكاسة المخدرات ، والنصائح الواجب إتباعها لتجنب هذا، مع الحديث عن الانتكاسة و تعريفها والأسباب التي قد تؤدي إليها، وذلك من خلال النقاط التالية.
ما هي أسباب انتكاسة مدمن المخدرات الحقيقية؟
لقد تناولت الدراسات الطبية بالفحص والشرح الأسباب الحقيقية لعودة مدمن المخدرات المتعافي إلى الإدمان مرة أخرى، وفيما يلي بعض النقاط التي تلخص هذه الأسباب، ومدى تعامل الأسرة مع انتكاسة المخدرات في ظهور مثل هذه الأسباب:
- عدم الإلتزام التام بالعلاج او التعافي على أسس سليمة، وهذا ناتج إلى عدة أمور منها أن الفريق الطبي المعالج أهمل بعض الخطوات السليمة في العلاج مثل زرع المهارات السلوكية والمعرفية في سلوك المدمن الخاضع للعلاج، بحيث انه تعافى فعليا من إدمان المخدرات في الجانب العضوي، لكنه يعاني نفسياً من بعض الأمور التي قد تدفعه مرة أخرى إلى العودة بشكل أكبر وأشد.
وهناك بعض الأسر بشأن العلاج يقومون بالإستعجال في خروج مريض الإدمان من المصحة العلاجية، او الاستعجال في توقف العلاج، وغالباً تكون هذه الأمور بغير قصد لعدم التوعية الصحيحة بخطوات العلاج، او عدم الفهم الصحيح بأهمية تلك الخطوات على الناحية السلوكية للمدمن الخاضع للعلاج، مما يؤدي بالضرورة إلى انتكاسة المدمن بعد فترة من خروجه المصحة العلاجية، أو توقفه عن العلاج.
- الرجوع مرة اخرى إلى البيئة التي أعتاد عليها المدمن قبل دخول المصحة العلاجية أو قبل العلاج، من الرجوع إلى نفس الأصدقاء الذين يشجعونه على الإدمان، أو الرجوع إلى نفس الأماكن التي كان يعتاد الذهاب إليها أثناء فترة الإدمان، أو الرجوع إلى إستخدام الأدوات التي تذكره بالإدمان والتعاطي، كل هذه أمور تجعل من الانتكاسة والعودة إلى إدمان المخدرات أمر بديهي وطبيعي.
- هناك بعض البرامج العلاجية غير المتخصصة في بعض مصحات علاج الادمان ، تؤدي إلى انتكاسة المدمن المتعافي مرة اخرى، حيث تعتبر هذه البرامج العلاجية غير مناسبة لهذه الحالة، او أن الفريق الطبي ليس بنفس الكفاءة العلمية والمهنية للقيام بعلاج إدمان تلك الحالة، لذلك يجب على الأطباء والفريق المعالج التدقيق منذ البداية في البرنامج العلمي و العلاجي المناسب الذي يجب على حالة الإدمان أن يتلقاه في المصحة العلاجية وأن يستكمل العلاج حتى النهاية.
- عدم تلقي الدعم المعنوي و التحفيزي من الأسرة والمقربين من أجل استكمال العلاج او التعافي من الإدمان، بل هناك بعض الأمور النفسية أو الأخطاء التي ترتكبها بعض الأسر في المواقف بين أفراد الاسرة والمدمن المتعافي، او التجريح بالقول والفعل، أو تغيّر الأسلوب في التعامل، أو نبذه والإبتعاد عنه، مثل هذه الأمور بلا شك تؤدي إلى سوء وتدهور نفسية المدمن المتعافي، وقد يؤدي به الامر إلى الهروب من هذه المشكلات العاطفية والنفسية إلى المخدرات، لذلك تعامل الأسرة مع انتكاسة المخدرات من الأمور الهامة للغاية لجعلها في الحسبان بضرورة التوعية بها.
تعامل الأسرة مع انتكاسة المخدرات .. ما بين الصحيح والخطأ:
في دراسة أجريت في جامعة عين شمس المصرية عام 2006م، حول دور الأسرة مع انتكاسة مدمن المخدرات، أكدت النتائج إلى بعض الأمور والأخطاء التي ترتكبها الأسرة في حق المدمن المتعافي و يمكننا تلخيص النتائج الخاصة بهذه الدراسة الهامة من خلال النقاط التالية:
- عدم توعية الأسرة بشكل صحيح بمفهوم الإدمان او مفهوم التعافي من الإدمان، وأيضاً عدم معرفة أسباب الانتكاسة الحقيقية، لذلك يعتبر عامل التوعية هو الأساس الخاطئ في حال عدم وجوده في تعامل الأسرة مع انتكاسة المخدرات.
- عدم التواصل الجيد بين أفراد الأسرة والطبيب المعالج أو الفريق الطبي المعالج في المصحة العلاجية او غيرها، حيث هناك بعض الأسر لا تهتم بالتواصل الجيد مع الفريق الطبي ومعرفة الأسباب الحقيقية والأصلية في إدمان هذا الشخص، وبالتالي عدم معرفة التعامل الصحيح مع انتكاسته في المستقبل أو التعامل معه بحذر في فترة التعافي والشفاء من الإدمان.
- عدم الدعم المعنوي والعاطفي من أفراد الاسرة تجاه المدمن، يعتبر من الكوارث التي تقوم بها الاسرة سواء بقصد أو من غير قصد، وهي من الأمور التي تجعل من انتكاسة المدمن المتعافي أمر في غاية السهولة، وذلك بسبب عدم مراعاة مشاعر افرد المتعافي وضرورة تشجيعه على استكمال العلاج أو التعافي من الادمان.
- عدم شغل وقت المدمن المتعافي بشكل صحيح، سواء في ممارسة الرياضة أو ممارسة الهوايات الإجتماعية التي تساعده على الحياة الجديدة البعيدة عن سلوكيات الإدمان، وهنا يأتي دور الاسرة بضرورة تشجيعه، بل ومشاركته الأنشطة الإجتماعية التي قد تساعده على اجتياز تلك المرحلة بسلام.
- عدم الإصغاء والإستماع إلى مشاكل الفرد المتعافي سواء على الناحية النفسية أو العاطفية، فهناك بعض الاسر لا تستمع جيداً للأبناء في الأمور الطبيعية، ناهيك عن مدمن متعافي كان يعاني من مشاكل سابقة ولا يتم الإستماع الجيد له، وهو بالضرورة قد يؤدي إلى عودته مرة أخرى إلى إدمان المخدرات.
اهم النصائح لتعامل الأسرة مع انتكاسة المخدرات:
في حالة وصول الأمر إلى انتكاسة المدمن وعودته مرة أخرى إلى المخدرات وإدمانها، يجب على الأسرة إتباع بعض النصائح والإرشادات من أجل احتواء المدمن مرة أخرى وإجتياز تلك المرحلة، وذلك من خلال الخطوات التالية:
- الإستماع له والإصغاء لجميع المشاكل التي يعاني منها، وعدم ترك الفرصة لهروبه من تلك المشكلات عن طريق المخدرات.
- الإشتراك معه في جميع الأنشطة الاجتماعية والرياضية والخروج معه للتنزه خارج المنزل، كواجب يجب على الأسرة إتباعه من أجل احتوائه نفسياً وإحساسه بالتكاتف الأسرى والتعاون معه.
- عدم التجريح بالقول والفعل والأسلوب، وعدم التعامل معه أنه مذنب يجب عقابه، بل يتم التعامل معه بصورة عادية، ليس فيها أي نوع من أنواع التجريح بالقول والفعل.
- التواصل الجيد بين الاسرة وبين الفريق المعالج سواء بعد التعافي، او حتى لو وصل الأمر إلى انتكاسة المدمن المتعافي مرة اخرى، وذلك من أجل السماع لنصائح الأطباء في ضرورة التعامل الصحيح مع هذا الفرد المدمن، حيث يعتبر الفريق الطبي هو الأجدر لمعرفة نفسية الحالة الإدمانية تلك واختلافها عن الحالات الأخرى.
- ضرورة إستكمال العلاج وعدم الاستعجال في إنهائه، حتى في حالة انتكاسة المدمن مرة أخرى، فيجب إستكمال العلاج حتى النهاية.
وهكذا نرى أن تعامل الأسرة مع انتكاسة مدمن المخدرات، في غاية الأهمية، ويجب وضعه في الحسبان والأهمية في البرامج العلاجية، من ضرورة التواصل الجيد وتوعية الاسرة بضرورة إستكمال العلاج والتعامل الحذر مع فترة التعافي لمنع انتكاسة المدمن وعودته إلى المخدرات مرة أخرى.