دور الأسرة في إتمام التعافي للمدمن
دور الأسرة في إتمام التعافي للمدمن

لقد أجمعت الدراسات الطبية التي تناولت علاج الإدمان على دور الأسرة في جميع المراحل التي تهم المدمن، بل قبل الدخول إلى مرحلة الإدمان في مجال الوقاية ، أو منع أفراد الأسرة من اللجوء إلى إدمان المخدرات، لذلك تعتبر دور الاسرة بشكل رئيسي في ما بعد ذلك أيضاً، حيث نجد أنها لها دور رئيسي في العلاج، ولها دور رئيسي فيما بعد هذه المرحلة أيضاً.
وفي هذا المقال نتناول نقطة خاصة في دور الأسرة في مراحل العلاج المختلفة ألا وهي دور الاسرة في إتمام التعافي للمدمن، وهو الدور الأهم على الإطلاق، لأنه يعتبر الخطوة الاساسية في نجاح العلاج والوصول إلى التعافي النهائي من الإدمان، وذلك خلال النقاط التالية.
التواصل مع الفريق المعالج الخطوة الأولى لزيادة دور الأسرة في إتمام التعافي للمدمن:
يعتبر التواصل مع الفريق المعالج أثناء علاج المدمن في المستشفى العلاجي او المصحة العلاجية من أولى الخطوات التي تزيد من دور الأسرة في إتمام التعافي للمدمن، حيث يبدأ التواصل من اللحظات الأولى لدخول المدمن المصحة العلاجية او البدء في رحلة العلاج، وهذا التواصل يجب أن يبنى على بعض القواعد التي تهم رحلة العلاج، بل وتهم الأسرة أيضاً في مجال التوعية بضرورة التعامل الحذر مع المدمن، وهذه القواعد من الممكن توضيحها خلال النقاط الآتية:
- الثقة المتبادلة بين كل من أفراد الأسرة المسئولين عن الفرد المدمن، وبين الفريق الطبي المعالج، حيث تبنى هذه الثقة على الهدف المشترك في ضرورة مساعدة الفرد المدمن من الخروج السريع من دائرة الإدمان، فهذه الثقة لابد أن تأتي بالمعاملة ووضع خطة مشتركة من اجل إنقاذ حياة المدمن.
- الإنصات والإستماع الجيد للأطباء من أفراد الاسرة، من أجل زيادة التوعية وزيادة دور الأسرة في إتمام التعافي للمدمن ، عن طريق النصائح الواجب إتباعها بدقة متناهية، وفي الأغلب تكون هذه النصائح حول دور الأسرة في التعامل الحذر مع المدمن سواء أثناء فترة العلاج أو النصائح المتعلقة بدور الأسرة في إتمام التعافي للمدمن.
- المتابعة الدورية للفرد المدمن الخاضع للعلاج مع الأطباء المعالجين، هامة للغاية، وهذه تعتبر من مسئوليات الأسرة الضرورية في ضرورة إقناع المدمن بضرورة المتابعة في حالة عدم رغبته في الذهاب، أو إتخاذ بعض الوسائل المحببة إليه من أجل الذهاب إلى المتابعة الدورية، فهذه من الخطوات الهامة والتي يتدرب عليها أفراد الأسرة بالاتفاق مع الطبيب المعالج.
- ضرورة ترك المدمن في مصحة لعلاج الادمان أو المستشفى حتى إتمام خطوات العلاج إلى النهاية، فهناك بعض الأسر تظن أن خطوات العلاج تنتهي فقط عند الخطوات الدوائية أو العلاجية التي تنتهي عند التخلص من أعراض انسحاب المخدر أو تنقية الجسم من المخدرات، وهذه من الأخطاء الشائعة التي تقع فيها الأسر، فلابد أن تنتهي مراحل العلاج، لا سيما العلاج التأهيلي والنفسي والسلوكي لمنع عودته إلى الإدمان مرة
الاحتواء العاطفي والنفسي من أهم الخطوات في دور الأسرة في إتمام التعافي للمدمن:
إن التعافي من إدمان المخدرات يعتبر من الخطوات الهامة في رحلة العلاج الطويلة والتي قد تمتد عام كامل من اجل إتمام التعافي والبعد عن التفكير في العودة مرة أخرى إلى المخدرات، لذك كانت الأسرة ودورها النفسي والعاطفي من أهم الأدوار في رحلة إتمام التعافي للمدمن، لكن قبل ان نتحدث عن الوسائل أو الخطوات الصحيحة التي يجب على الاسرة إتخاذها من أجل إتمام التعافي للمدمن، لابد لنا ان نتحدث عن نفسية المدمن خلال هذه المرحلة أو بمعنى أدق نفسية المدمن الخاضع للعلاج قبل أن يصل إلى مرحلة التعافي النهائي من الإدمان.
حيث يعاني المدمن الخاضع للعلاج أو الذي خاض شوطاً رائعاً وطويلاً من رحلة العلاج، لكنه مازال في مرحلة التأهيل النفسي والسلوكي، من بعض الاضطرابات النفسية الخاصة التي تحتاج إلى رعاية خاصة لا سيما من أفراد الأسرة، والتي تعتبر المعين الأول وربما الاخير لهذا المدمن في الخروج من تلك الإضطرابات النفسية، والتي لو تم إهمالها فستكون عودته إلى الإدمان مرة أخرى مسالة وقت ليس إلا، لذلك كان على الاسرة التعامل الحذر للغاية مع المدمن، وهنا تأتي دور النصائح التي تقدمها الفرق الطبية المعالجة بضرورة الإحتواء العاطفي والنفسي لأنه من أكبر العوامل التي تعين الفرد المدمن على تجاوز تلك المرحلة الصعبة وإتمام التعافي، وفيما يلي بعض هذه النصائح التي بلا شك تزيد من دور الأسرة في إتمام التعافي للمدمن لا سيما من الناحية النفسية والعاطفية:
- عدم التجريح بالقول والفعل أو الأسلوب تجاه المدمن، لأن المعاملة السيئة قد تؤدي بالسلب إلى اللجوء مرة أخرى إلى إدمان المخدرات.
- البعد عن المشكلات التي قد تؤدي إلى زيادة الفجوة بين المدمن المتعافي وبين أفراد الأسرة، ومحاولة حل المشكلات بطريقة هادئة وحكيمة ومنطقية بعيدة عن التعصب أو الغضب، وعدم التورط عموما في أي مشاكل حياتية قد تؤزم العلاقة بين المتعافي والمحيطين به.
- إعطاء المدمن المتعافي الحافز النفسي و التشجيعي من أجل المتابعة الدورية عند الطبيب المعالج، ومن أجل إستكمال العلاج حتى النهاية.
- إحتواء المدمن المتعافي نفسياً وعاطفياً وضرورة إشعاره بالأمان والإطمئنان حتى يتحدث عما يجيش في صدره من مخاوف او هواجس، فالحديث مع الأسرة يعتبر من الحاجيات الضرورية التي لابد وأن توجد في تلك المرحلة من العلاج.
وعلى أية حال هناك من الوسائل الكثيرة التي من الممكن أن تتخذها الأسرة حسب الحالة التي يعاني منها المدمن في السابق، فكل أسرة أدرى تماماً بنفسية هذا الفرد، لكن الأساسيات هي ما حاولنا ذكرها في النقاط السابقة.
دور الأسرة في إتمام التعافي للمدمن من الناحية الإجتماعية:
والمقصود بالناحية الاجتماعية، هي الناحية التي تهتم ببعض الأمور التي تتعلق بالنشاطات الإجتماعية التي يجب أن تتم من أجل الحياة الجديدة التي تساعد على عدم التفكير مرة اخرى في العودة إلى إدمان المخدرات، ومن هذه النشاطات الإجتماعية:
- مشاركة الفرد المتعافي للاهتمامات الخاصة به سواء كانت رياضية أو غير رياضية مثل نشاطات الرسم أو القراءة أو الهوايات الأخرى، وهذه النشاطات بلا شك تبعده عن العزلة والتي تعتبر من الأسباب القوية للغاية التي تؤدي إلى الإدمان منذ البداية.
- الخروج مع المدمن المتعافي في التنزه إلى الحدائق والمنتزهات العامة، أو الخروج من أجل الفسحة والبعد عن ضغوطات الحياة، فهذه الأمور بلا شك تساعد المدمن على الإندماج سريعاً في الحياة الإجتماعية او الاندماج مع أفراد الأسرة وشعوره بالاحتواء والاطمئنان إليهم.
- مساعدة المدمن المتعافي في العمل، او بمعنى أدق، لو كانت الأسرة قادرة على إقامة مشروع تجاري له يقوم هو بالغدارة على سبيل المثال، فهذه من الأمور الجيدة للغاية من أجل الاندماج مرة أخرى في المجتمع، أو تشجيعه من أجل العمل عموماً، لأن العمل يساعد بلا شك على الإندماج مع المجتمع.
وهكذا نرى أن دور الاسرة في إتمام التعافي للمدمن، من الأمور الهامة التي يجب التوعية بها، لأنها مرحلة هامة في رحلة العلاج، من غيرها، قد ترجع الامور بالنسبة للمدمن إلى نقطة البداية أو إلى الإدمان مرة أخرى.