أسئلة وأجوبة

علاج الإدمان بالأعشاب

علاج الادمان بالاعشاب

علاج الادمان بالاعشاب .. أظهرت الدراسات الطبية في الآونة الاخيرة، ان طرق العلاج من الادمان تطورت وتعددت، ومن أهم مظاهر التطور، هو إدخال طرق جديدة من العلاج، ومنها العلاج ببعض الوصفات الطبية المعروفة والآمنة، وهذه الوصفات الطبية تعتمد بشكل رئيسي على الأعشاب.

فقد أكتشفت الدراسات الطبية المعملية أن الأعشاب لها القدرة على العلاج خاصة في المراحل الأولى من العلاج مثل تنقية وإزالة السموم من الجسم، وكذلك للتخفيف من الأعراض الانسحابية التي يعاني منها المريض في بداية الأمر، لذلك قام الأطباء في المصحات العلاجية في إدخالها كمنهج علاجي جنباً إلى جنب مع الأدوية الأخرى التي تعالج الإدمان.

نتعرف في هذا المقال طرق العلاج من الإدمان بالأعشاب، و اهمية الأعشاب في تنقية وإزالة السموم من الجسم والتخفيف من أعراض الانسحاب التي تتبعها، وما هي أهم الأعشاب التي يصفها الأطباء في العلاج، وكيفية عمل أدوية بسيطة ونافعة من تلك الأعشاب يمكن استخدامها في العلاج، ونوضح ذلك تفصيليا في النقاط التالية:

 

هل علاج الإدمان بالأعشاب وهم ؟

قبل أن نتحدث عن دور الأعشاب في علاج الإدمان، وما تقوم به من فوائد كثيرة في هذا المجال، لابد لنا أن نعلم أن ليس كل الأعشاب علاجاً نافعاً للإدمان، وليست كل الحالات ينفع العلاج معها بالأعشاب وذلك بسبب عدة عوامل نذكر منها:

  • هناك بعض الحالات المزمنة التي لا يجدى معها العلاج بالاعشاب، وذلك بسبب الحالة الوظيفية الصعبة للجسم، مثل الفشل في وظائف الكلى أو الكبد أو القلب أو غيرها. لذلك يتم إتباع نظام علاجي دقيق، قد يدخل فيه الأعشاب أو لا حسب رؤية الفريق الطبي في ذلك.
  • استخدام الأعشاب في العلاج من بعض المدمنين بشكل سيء، ذلك أن تصورهم أن كل الأعشاب تجدى في العلاج، أو أن بسبب ديني ما تعتبر عشب من الأعشاب به من البركة ما  تجعله نافع، أو لثقافة معينة من الثقافات تعتبر أن كل الأعشاب الطبيعية مقدسة، أو بسبب الدعاية المروجة لبعض الأعشاب أنها تقوم بدور رائع في علاج كل الأمراض بما فيها العلاج من الإدمان، وفي أغلب الأحيان تكون هذه الدعاية المروجة غير أمينة في العرض بسبب هدفها الربحي بعيداً عن الأمانة العلمية أو الطبية.
  • حيث أن إعتقاد بعض المدمنين أن تأثير الأعشاب قد يوازي تأثير المخدر في الجسم فيلجأوا إليها كأنها بديلاً آمناً للمخدرات، وهذه اعتقادات خاطئة، لأن الأعشاب لا تؤدي هذا الدور، وهناك بعض من هذه الأعشاب ن من يمثل خطراً صحياً كبيراً على المدمنين في بعض الحالات لذلك ينصح أخذ الوصفة الطبية بالأعشاب تحت إشراف المعالج.

لذلك يعتبر العلاج بالأعشاب وهماً إذا توافرت فيه العوامل السابقة، ماذا عن العلاج الصحيح والناجح بوصفات طبية قوامها الأعشاب؟، هل تؤدي دوراً كبيراً في تطور طرق الشفاء؟ وهل تقوم الأعشاب بكونها بديلاً آمناً لبعض الأدوية المضرة؟ كل إجابات هذه الأسئلة نوضحها من خلال النقاط التالية:

 

علاج الادمان بالاعشاب.. تنقية السموم في خطوات بسيطة:

من فوائد العلاج بالأعشاب أنه بوصفات بسيطة يمكن تنقية وإزالة السموم من الجسم بما يعرف بمرحلة إزالة السموم من الجسم، وهي مرحلة أولى في علاج الإدمان، بل وضرورية، ويضع الأطباء فيها خطة علاج لما بعد ذلك، وإدخال الأعشاب في هذه المرحلة كعلاج مساند هو أمر لا شك يدل على أهمية بعض الأعشاب المعالجة.

وفيما يلي بعض من هذه الأعشاب التي يتم إستخدامها في مرحلة إزالة السموم من الجسم:

شاي الزعتر:

وهو من الأعشاب الهامة التي يعتمد عليها الأطباء في تنقية السموم خاصة لدى مدمني الأفيون ومشتقاته.

بذور الحلبة:

ويتم وصفها لتنقية السموم خاصة في حالات إدمان الخمور والكحوليات والترامادول.

التوت والحبة السوداء:

وتستخدم كمسحوق يخلط فيه أعشاب التوت مع الحبة السوداء يضاف إليه بعض من الأرز والماء ويتم طحنه جيداً، وهو علاج فعّال للتخلص من السموم الناتجة عن إدمان الكحوليات.

الجنسنج:

وهو عشب له القدرة على إدمان الكافيين والأفيون، لما له من الفوائد الكثيرة وفي الأغلب يتم خلطه مع الشوفان.

الثوم:

وهو من الأطعمة الجيدة للتخلص من سموم المخدرات بجميع أنواعها، ويتم بلعه نيئاً بدون طبخ في أغلب الأحيان.

الشوفان:

وهو من الأطعمة التي تحتوي على عدد كبير من العناصر الغذائية الجيدة لتقوية المناعة والتخلص من السموم، خاصة في حالات إدمان الخمور والافيونات والحشيش، وهو يعطي الجسم الفيتامينات الكاملة والضرورية في هذه المرحلة.

تناول الخضروات والفاكهة بكثرة خلال فترة تنقية السموم وما بعدها، وذلك لتقوية الجسم وإعطاءه العناصر الغذائية اللازمة من ناحية، ومن ناحية أخرى ليكون مساعداً للعلاج في فترة التعافي كنظام غذائي على المدمن إتباعه في فترة التعافي من الإدمان.

أعشاب أخرى مخلوطة في وصفات طبية بمقادير دقيقة يقوم الطبيب بوصفها مثل الحرمل والأرز المقشور وحبة البركة وحصى اللبان والعرقسوس والشمر والمليسا وغيرها من الأعشاب.

 

طرق تحضير بعض الوصفات الطبية من الأعشاب:

هناك بعض الوصفات الطبية المشهورة، لكن هذه الوصفات يصفها الأطباء للتخلص من بعض السموم الناتجة من المخدرات ونعرض من هذه الوصفات وصفتين لعلاج إدمان الكحوليات والأفيون:

  • الأولى؛ تتكون من حبة البركة والمليسا والحرمل و عشب الكابة الصيني وحصى اللبان وعصا الراعي وإكليل الجبل و بذور الحلبة والشوفان والشمر والعرقسوس، اما المقادير فهي مناسبة وتتراوح بين 50 إلى 100 جرام لكل عشب من تلك الأعشاب السابقة.
    أما طريقة التحضير، توضع كل هذه الأعشاب في إناء بعد طحنها جيداً وخلطها ببعضها البعض، ثم نأخذ من هذا المسحوق المطحون جزء منه بمقدار ملعقة كبيرة ووضعها في كوب ثم وضع ماء مغلي ويمكن وضع سكر على هذا المحلول حسب الرغبة ، ويتم أخذ هذا المحلول يومياً لمدة تصل إلى شهر، ويتم علاج ادمان الافيون بتلك الوصفة.
  • الثانية؛ تتكون من التوت والحبة السوداء( حبة البركة)، مع الأرز والماء وبعض الأحيان السكر حسب الرغبة،
    أما الوصفة فهي عبارة عن طبخ عشب التوت وجعله مسحوقاً ثم إضافة الحبة السوداء، وملعقة كبيرة من الأرز وتوضع بعد خلط هذه العناصر ببعضها في إناء ثم إضافة 2 كوب ماء، ويترك 15 دقيقة، ويمكن بعدها إضافة بعض السكر أو لا حسب الرغبة، ويؤكل هذا الخليط مرتين يومياً على الأقل أو حسب ما يرى الطبيب، وهذه الوصفة للتخلص من سموم الكحوليات والخمور، حيث تساعد الكبد على التخلص سريعاً من تلك السموم.

حالات لا يجدى فيها علاج الإدمان بالأعشاب:

هناك بعض الحالات التي لا يجدى فيها العلاج بالأعشاب، ويمنع الطبيب المريض من إستخدام الأعشاب، ولابد من التدخل الطبي العاجل بأدوية أخرى تقوم بوقف الإنهيار التي تسببه هذه المخدرات في أعضاء الجسم المختلفة، ويمكن أن نوضحها في ثلاث حالات رئيسية في النقاط التالية:

  • الحالات المتقدمة من الإدمان، وهذه تتطلب التدخل بنظام علاجي آخر غير الأعشاب، وذلك بسبب لما سببته المخدرات في أعضاء الجسم من إنهيار متقدم، ففي هذه الحالة قد تكون الأعشاب لها مردود عكسي على صحة المريض، ومن ثم يمنع العلاج بها، وهذه تشمل جميع الحالات المتقدمة من إدمان جميع أنواع المخدرات.
  • حالات إدمان مخدر الهيروين، لا يجدى معها العلاج بالأعشاب، وذلك بسبب قوة تأثير الهيروين في الجسم، لذلك يحتاج إلى أدوية معينة لتنقية الجسم من السموم، أقوى تاثيراً من الأعشاب وأسرع في المفعول ووقت العلاج.

ونستنتج مما سبق، أن علاج الادمان بالاعشاب يجدى في علاج الحالات غير المتقدمة، أو التي لم تدمن لسنوات عديدة، أو الذي لم يتمكن المخدر فيها من التواجد في الدم أو البول أو باقي أعضاء الجسم لفترة طويلة، كما نستنتج أمر آخر وهو خطر أخذ هذه الأعشاب بدون رأى واستشارة الطبيب، الذي يصف كل وصفة من هذه في حالة حاجة مريض الإدمان إليها فقط وبمقادير ومناسيب يراها الطبيب فقط.

 

علاج الادمان بالاعشاب في المنزل كارثة محققة:

يتعرض بعض المدمنين لكارثة محققة وذلك بسبب علاج الادمان بالاعشاب في المنزل بعيداً عن إشراف المصحات العلاجية، وهو ما يتسبب بنتائج عكسية في رحلة الإدمان، وهو ما يجعلنا نطرح سؤالاً هاماً وهو هل العلاج بالأعشاب طريقة قديمة بعيدة عن الطرح العلمي؟

الحقيقة أنها طريقة قديمة بالفعل، لكنها ليست بعيدة عن الجانب العلمي، وذلك لأن الدراسات أكدت فوائد الأعشاب في العلاج بكن بشروط من بينها إشراف الطبيب، وحالة المريض الوظيفية، ونسبة وجود المخدر في الجسم وغيرها، وهو ما ذكرناه سابقا في الأعلى، لذلك يعتبر العلاج بالأعشاب علاجاً نافعاً لا يخلو من قيود كثيرة.  

ومن أهم هذه القيود أيضاً أنها تؤدى دوراً مساعداً في العلاج وليس الدور الأساسي في عملية علاج الإدمان، لذلك لا بد من الحذر في إستعمالها وفقاً للعوامل التي ذكرناها.

وهكذا نرى أن الأعشاب لها دوراً مساعداً في العلاج وتخضع لشروط وقيود الأطباء بشكل كبير، كما أنها لا تجدي نفعاً في جميع الحالات، إلا أنها لابد أن تؤخذ في الإعتبار، لعل المستقبل يحمل لها الكثير من الأدوار والفاعلية بعيداً عن الأدوية والطرق التقليدية.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق