ادمانات حياتية

علاج إدمان القلق

علاج إدمان القلق

القلق أصبح سمة من سمات العصر الحديث نظرا للضغوط النفسية والعصبية التي يقع تحت تأثيرها الشخص العادي، الذي دائما يشعر بالخوف وتسيطر عليه الأفكار السلبية بالموت أو الخوف من المستقبل، أو فقدان شخص عزيز لا يعرف التفاؤل طريقا إلى حياته، وهذا الشعور طبيعي لدى كل البشر، لكن عندما يستمر هذا الشعور ويصبح هو الإحساس الأوحد الذي يسيطر على الإنسان يصبح الشخص سجين لهذا الشعور ويصبح مريض بإدمان القلق، ولا يستطيع مدمن القلق ممارسة حياته الطبيعية بعيدا عن الخوف والقلق من حدوث شيء سيئ، ويحتاج فى تلك الحالة إلى علاج إدمان القلق ، ويعتمد العلاج فى تلك الحالة على شدة الإصابة ومدى اعتراف المريض بحالته الصحية.

أسباب الإصابة بإدمان القلق:

الكثير من مرضى القلق يستطيعون التغلب علي هذا الشعور السيئ ويحاولون الخروج من مشاعر القلق والخوف والعيش بعيدا عن التوتر والقلق ولكن البعض الآخر تسيطر عليهم هذه المشاعر السيئة حتى يصبح هذا الإحساس إدمان لا يمكن التخلص منه، ولا نبالغ إذا قلنا أن هذا الشعور يصبح كالمطرقة التى تدق فى رأس المريض وتسبب عدد من الأعراض تجعل المريض غير قادر على ممارسة حياته بشكل طبيعي، وتؤدي بهم فى النهاية إلى العيادات النفسية لعلاج إدمان القلق.

أسباب إدمان القلق:

وهناك العديد من الأسباب التى تؤدى إلى إدمان القلق ومنها …

  • الأسباب وراثية، إذا كان أحد الابوية يعاني من  القلق والتوتر ينتقل إلى الأبناء تلقائيا ويشعرون دائما بالقلق والتوتر.
  • كما أن التنشئة الاجتماعية تؤثر على مدمن القلق فعندما ينشأ في بيئة يملأها التوتر والقلق ينشأ الطفل وهو يعاني من ادمان القلق.
  • كما أن الضغوط اليومية التي يتعرض لها تؤدي به إلي القلق والخوف الدائم، بالإضافة إلى التفكك الأسري والحرمان العاطفي دائما ما يولد الشعور بالقلق وادمانه.
  • كما أن مدمن القلق يعاني دائما من التفكير الزائد في المستقبل والخوف من الفشل وهذا يؤدي إلي تعطل حياته الدراسية والعملية مما يزيد من القلق والتوتر والخوف أكثر من الحياة.

أعراض ادمان القلق:

ادمان القلق له علامات كثيرة ومتنوعة وهي تنقسم إلى أعراض نفسية أو أعراض جسدية، وهذه الأعراض تدل على أن هذا الشخص مدمن للقلق،

  • ومن تلك الظواهر الحسية هي فقدان الشهية والوزن والجفاف الشديد بسبب عدم رغبة المريض بتناول أى طعام أو شراب.
  • وكثيرا ما يصاب المريض بالتعرق الشديد وبسبب إفراز هرمون الكورتيزول المسؤول عن الشعور بالقلق زيادة ضربات القلب وعدم قدرة المريض على التركيز في المواقف الاجتماعية التي تمر به، والصداع الشديد.
  • فضلا عن اضطرابات النوم الأرق، بالإضافة إلى أن المريض يشعر دائما بالعصبية الزائدة التي تصيبه بآلام القولون والانتفاخ وعسر الهضم، علاوة على ضيق التنفس والشعور بالإرهاق والغثيان والدوار.
  • وفى الحالات المتقدمة من تلك الإصابة يشعر المريض أنه دائما أنه على شفا الموت وانه حتما سيموت وأن حياته ستنتهي قريبا.
  • و في الغالب يهدد إدمان القلق حياة المصاب به إلي الفشل الدائم في العمل والدراسة والحياة الاجتماعية ككل.

أنواع إدمان القلق:

يوجد نوعان من القلق “قلق طبيعي – قلق مرضي” والفرق بينهما واضح

القلق الطبيعي

يكون قلق إيجابي مثل خوف الطالب من نتيجة الامتحان ورغبته في تحقيق أعلى الدرجات والتفوق والخوف من الفشل في مشروع ما وهذا لا يؤثر بالسلب على حياة الإنسان.

القلق المرضي

أما  هو القلق الذي يلازم الإنسان في جميع جوانب حياته ويجعله دائما ما يشعر باليأس ويبعده عن الحياة الاجتماعية وممارسة الانشطة اليومية،  وفي هذه الحالة يستلزم علاج إدمان القلق عن طريق التأهيل، بالإضافة إلى علاج إدمان القلق عن طريق العلاج الدوائي.

 

علاج إدمان القلق بالعلاج المعرفي:

يعد العلاج السلوكي المعرفي من أنجح العلاجات فى مجال علاج إدمان القلق ويعتمد هذا الأسلوب في العلاج  باعتراف المريض بأنه يعاني من مشكلة ويواجه نفسه بها وعند التعبير عن ما يعانيه من مشاكل نفسية أو اجتماعية تكون نسبة الشفاء كبيرة وناجحة فالإنسان بمجرد البوح بما يشعر بالراحة واجتياز مراحل في العلاج.

وتعمل هذه الطريقة على تقويم الأفكار والمشاعر السلبية التي يشعر بها مثل الشعور بالانهزامية والخوف من البشر والفشل وسوداوية الحياة التي يشعر بها، كما يتم خلال اتباع هذا العلاج تناول الشعور باعتدال المزاج وضبط معدل النوم والشهية، واعتدال ضربات القلب والاندماج في المجتمع الدراسي أو في العمل.

علاج إدمان القلق عن طريق الطب النفسي:

ويمكن القول أن علاج إدمان القلق يتم عن طريق عقد جلسات علاج مع معالج نفسي يقوم فيها بالاستماع إلى مريض ادمان القلق والتعرف على المشاكل النفسية والاجتماعية التي يعاني منها سواء في البيت أو العمل أو الدراسة، ويقوم المعالج النفسي بطرح أسئلة  ويتم فيها التوقف أمام أسباب التوتر والقلق وطلب الدعم من الاسرة للمساعدة للخروج من هذه الحالة.

كما يمكن للمعالج أن يساعد المريض على التخلص من القلق بدون اللجوء إلي الأدوية.. من خلال احتضان الوسادة فهذا يعطي الشخص الاحساس بالأمان إذا قام شخص يحبه باحتضانه فهذا الاحساس يولد لديه الشعور براحة الجهاز العصبي ويساعد المخ في إنتاج هرمون الاندروفين والسيروتونين اللذان يساعدان في تعديل المزاج.

كما أن المتخصص النفسي سوف ينصح المريض بالبعد عن استخدام الهاتف المحمول لأن الدراسات العلمية والطبية ثبت أن ادمان الانترنت يسبب إدمان القلق لأن كثرة استخدامهم يؤدي إلى زيادة القلق والتوتر والاكتئاب.

نصائح لعلاج إدمان القلق بدون طبيب:

  • إذا كنت تعاني من إدمان القلق، وتبحث عن طرق علاجية بدون استشارة طبيب فسوف نقدم لك مجموعة من النصائح التى يجب اتباعها و تساعدك فى التخلص من تلك المشكلة ومنها …
  • النوم الهادئ بعيدا عن الضوضاء يؤدي إلي اعتدال المزاج والحد من الشعور بالقلق والتوتر.
  • بالإضافة إلى تناول الأكل الصحي الخالي من الدهون والسكريات التي تؤدي إلي ارتفاع نسبة السكر في الدم وبالتالي ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب الذي بدروهم يزيدوا التوتر والقلق.
  • وتعتبر ممارسة الألعاب الروحية طريقة فعالة لعلاج إدمان القلق، مثل ممارسة اليوجا والألعاب الرياضية والمشي في الهواء الطلق يجدد النشاط والحيوية،  وخلايا الجسم والمخ ويحسن الوظائف الدماغية وتهدئة الجهاز العصبي.
  • فضلا عن أن الاسترخاء والتنفس بعمق وبطء يساعد على الهدوء النفسي والقضاء على الضغوط النفسية والشعور بالسلبيات.
  • كما ينصح الشخص المصاب بإدمان القلق بالبعد عن الألوان القاتمة واستبدالها بالألوان  الزاهية تساعد علي الاسترخاء وتزيد الإحساس بالراحة النفسية والاسترخاء ومكافحة الشعور بالقلق والتوتر.

علاج إدمان القلق من خلال العلاج الدوائي:

نظرا لأهمية العلاج الدوائي في علاج الاضطراب الناتج عن القلق والتوتر والحد من الإصابة بالاكتئاب والمهدئات ومضادات الاكتئاب تساعد في التخلص من هذه الحالة، حيث يتم إعطاء الشخص المريض الادوية المهدئة والأقراص المنومة مثل “موتيفال –  اتاركس” وتكون لفترة زمنية محددة، يحددها الطبيب النفسي وغالبا تكون لمدة أربع أسابيع و بجرعات محددة ويتم تقليل الجرعات تدريجيا حتى يستطيع النوم بدون مهدئات و أدوية النوم.

كما يتم إعطاء المريض بعض الأدوية التى تساعد فى علاج الاضطرابات المصاحبة للشعور الدائم بالقلق مثل أدوية لعلاج الاكتئاب وعلاج ادمان السجائر لعلاج الشعور بالهلع والتخيلات التي تصيب المريض حتى يتم التخلص من الحالة المرضية التي تصيب مدمن القلق.

فى النهاية تفرض علينا الحياة اليومية والضغوط النفسية القلق حول مستقبلنا وحياتنا الاجتماعية أولادنا أو آبائنا، وهو شعور طبيعي يولد به الإنسان لكن أن يتحول هذا الشعور إلى إحساس دائم لا تستطيع التخلص منه.

فهذا يعني أنك تصاب بالإدمان، وهذا النوع يشبه كثيرًا إدمان المواد المخدرة والذي قد يحتاج إلى البقاء فى أحد المراكز الصحة النفسية لفترة من الوقت حسب حالة المريض، ويتم من خلالها وضع خطة علاج إدمان القلق.

والذي غالبا تشمل علاج دوائي لعلاج الاضطرابات الناتجة عن الشعور بالقلق مثل الاكتئاب واضطرابات النوم، وبالإضافة إلى مجموعة من النصائح التي تساعد المريض على الحياة بشكل طبيعي نسبيا، بدون الحاجة إلى أدوية.

ومن خلال الطرق الحديثة لعلاج إدمان القلق، فإن العلاج الذي أثبت فعالية كبيرة هو العلاج القائم على مساندة ودعم المريض، فقد أثبتت الدراسات أن حصول المريض على حضن واحد من شخص قريب منه يمكن أن يتسبب فى إفراز هرمون السيروتين أو هرمون المسؤول عن السعادة والراحة، كما أنه يساعد على تقليل مخاوف المريض وشعوره بالقلق.

كما أن بعض الممارسات الروحية مثل العبادات والتقرب إلى الله قد تساعد فى علاج إدمان القلق، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بشكل يومي التى تنشط الدورة الدموية بالجسم، وتساعد المريض على الشعور بالحيوية والنشاط.

 

نصائح لعلاج إدمان القلق:

ولعلاج إدمان القلق يجب اتباع بعض النصائح التى يضعها علماء النفس والاجتماع وذلك فى أحد المراكز الصحية المتخصصة فى التعامل مع هذا النوع من المشاكل الصحية والتي تتمثل فى ….

تعميق الشعور بالثقة بالنفس وقوة الشخصية في مواجهة أي من صعوبات الحياة والتغلب على الضغوط النفسية والاجتماعية التي تؤدي إلى القلق، بالإضافة إلى مساعدة ومساندة المريض ومحاولة منحة القوة في تحمل المسئوليات والمشكلات الملقاة على عاتقه واجتياز وتحدي الخوف من الفشل، بالإضافة إلى التكيف ومصالحة الذات، والقيام بممارسة الانشطة الرياضية التي تساعد على الراحة والاسترخاء ورفع المعنويات والتخلص من القلق، والهروب من الشعور بالسلبيات.

كما أن من استراتيجيات علاج إدمان القلق هو الرضا والتفاؤل وتقبل الذات تعتبر أول مراحل السعادة والهدوء النفسي والبعد عن القلق والتوتر، بالإضافة إلى التقليل من تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة والتدخين لأن الهروب بهذه العادات ليس حل المشاكل والضغوط والتوتر لأنه من الممكن أن يصبحوا هم المشكلة التي يعاني منها فيها بعد بدلا من التخلص من القلق فقد تزداد المشكلة تعقيدا، من المهم عدم العزلة والانطواء والاندماج والمشاركة المجتمعية تساعد على الشعور بالراحة، كما أن الخروج للتنزه يساعد على معالجة التوتر والقلق، ويمكن للمريض أن يحصل كل فترة على أجازة من الالتزامات والمسئوليات والذهاب للشاطئ أو الحدائق والجلوس وسط الخضرة للشعور بالراحة والهدوء النفسي.

ومن خطط علاج إدمان القلق هى التأمل حيث ثبت أنه علاج فعال للتوتر والقلق فهو يمكن أن يتيح الفرصة للنفس البشرية بالتأمل كل يوم لمدة 10 دقائق مما يساعد علي القضاء علي الشعور السلبي الذي يسيطر على التفكير ويعطي الفرصة لحب الذات والتخلص من الحالات المرضية.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق