أسئلة وأجوبة

كيف يعود المدمن للمخدرات وينتكس؟

كيف يعود المدمن للمخدرات

كيف يعود المدمن للمخدرات ؟ تعتبر العودة إلى المخدرات أو ما يسمى بالانتكاسة من الأمور الهامة للغاية التي يجب ان ينتبه إليها كل المدمنين الذين وصلوا إلى المراحل النهائية من علاج الإدمان ، او الذين وصلوا إلى الشفاء والتعافي التام، أن هناك بعض الأمور والعوامل والظروف التي يقع فيها البعض من الناس، تؤدي بالضرورة إلى العودة بشكل كامل إلى حالة إدمان المخدرات.

وتكمن الصعوبة النفسية في هذه العودة على المدمن او المتعافي من الادمان اكثر من الطبيب المعالج، أي أن العودة او عدم العودة في أغلب الأحيان قد يكون ذاتياً من الفرد المتعافي نفسه، دون غيره، لذلك نتحدث في هذا المقال العوامل والظروف التي قد تصل بالفرد إلى العودة مرة أخرى إلى الإدمان، وقبل ذلك الحديث عن تعريف العودة إلى الادمان أو ما يسمى بالانتكاسة وأنواعها وأسبابها، ثم نختم حديثنا من خلال نقاط هذا المقال عن النصائح التي يجب إتباعها لعدم الوقوع في مرحلة الانتكاسة والعودة إلى المخدرات وإدمانها.

ما هو مفهوم عودة المدمن للمخدرات أو الإنتكاسة:

الحقيقة أنه لا يوجد مفهوم مثالي للإنتكاسة أو العودة إلى المخدرات، سوى بعض التعريفات التي تتمحور حول عودة حالة الإحباط التي يعاني منها الإنسان مما يفقد الفرد الأمل في الصلاح ومن ثم وقوعه فريسة للمخدرات مرة أخرى، وذلك بسبب بعض الأمور العاطفية والنفسية والشخصية وعوامل وظروف تتعلق بعلاج الإدمان نفسه أو شخصية المدمن نفسه ومدى قوته وصلابته في مواجهة سلوك الإدمان.

والانتكاسة في اللغة أو في المعجم العربي تعني عودة المريض إلى المرض، وهذا صحيح في حالة عودة المدمن المتعافي إلى إدمان المخدرات مرة أخرى، وهو حالة من الأحباط العاطفي والنفسي تجبر المريض المتعافي إلى العودة مرة أخرى إلى إدمان المخدرات، وهو ما نناقشه في النقطة التالية من حيث الظروف والعوامل التي يقع فيها الشخص وتدفعه دفعاً إلى العودة أو الإنتكاسة مرة أخرى.

كيف يعود المدمن للمخدرات مرة أخرى؟

للإجابة عن هذا السؤال المحوري في هذا المقال يجب أن نتحدث عن مراحل العودة من حيث العوامل والظروف النفسية والعاطفية التي تؤدي إلى العودة مرة أخرى إلى الإدمان، وقد قسم أطباء علم النفس، والمعالجين في مجال طب الإدمان الانتكاسة أو العودة مرة أخرى إلى الإدمان إلى ثلاث مراحل رئيسية هي:

مرحلة الإنتكاس العاطفي:

وهي حالة نفسية يعاني منها المدمن بعد التعافي قد يمر عليها وقد لا تمر عليه الحالة النفسية تلك، ومضمون تلك الحالة هي عدم التفكير في العودة إلى المخدرات، على قدر معاناة الشخص من بعض الأعراض النفسية أو الوجدانية والعاطفية مما يشكل بداية القابلية للإدمان مرة أخرى، ومن الممكن ان نوضح هذه الامور النفسية في اصابته بالتوتر الزائد عن الحد وغير المبرر احياناً، او العصبية الزائدة غير المبررة، وقد يعاني من الغضب لأمور قد تبدو تافهة واتصافه بالسلوك العنيف تجاه الغير، او التحولات المزاجية السريعة والعنيفة أحياناً.

هذا إلى جانب بعض الأمور العضوية مثل اضطرابات الأكل وقلة النوم، أو اضطرابات نفسية تؤدي إلى معاناته بالأرق، وهذه الأعراض تأتي بعد التعافي النهائي من إدمان المخدرات، وتمثل تلك الأعراض النفسية أو العلامات إنذاراً مبكراً للشخص ان عليه ان يحتاط لأنها البداية والحنين الخفي لإدمان المخدرات، لذلك عليه ان يحذر ويتعامل بمزيد من الثقة ويطلب المساعدة من الغير إذا أمكن.

مرحلة الانتكاس النفسي:

وهذه المرحلة أصعب بطبيعة الحال من المرحلة السابقة، وذلك بسبب وصول المدمن المتعافي إلى حالة نفسية أكثر سوءاً من ذي قبل تجعل من التفكير في العودة للمخدرات منطقية وطبيعية، ومن ثم يشتعل الصراع في مخ الإنسان وفي تفكيره في جميع اللحظات والدقائق ان يعود مرة أخرى إلى الحالة النفسية السعيدة والمؤقتة التي كان يجدها في المخدرات، ويجد نفسه في صراع عنيف بين الانتظام في العلاج والتعافي من الإدمان.

والعودة إما عاجلاً او اجلاً للمخدرات، وتتسم هذه الفترة بعد مطالبة هذا الشخص للمساعدة، ومحاولة الهروب نفسياً من العلاج بدعوى أنه لا يحتاجه، بينما هذه تعتبر من الحيل النفسية الشهيرة التي تعني إنه سيعود إلى المخدرات بشكل فعلي، وهذه تعتبر إنذاراً فعلياً بالانتكاسة والعودة إلى إدمان المخدرات.

مرحلة الإنتكاس الفعلي:

وهذه المرحلة منطقية بالطبع وناتجة عن مرور الشخص بالمرحلتين السابقتين، فإذا تم المرور بمرحلة الانتكاس العاطفي، ثم النفسي، واشتعال الصراع في تفكير ووجدان الإنسان بأن العودة إلى المخدرات تمثل خطوة عاجلة أو أجلة ستتم، تأتي المرحلة الثالثة والتي تمثل العودة الحقيقية او الانتكاسة الفعلية، وهذه مرحلة معقدة للغاية على المستوى النفسي

يواجه فيها المدمن المتعافي ذاته ما بين الرجوع إلى السعادة الوهمية المتمثلة في المخدرات ام أنه يكمل العلاج الخاص به ويتوقف عن هذه الخطوة المدمرة ومن ثم يطلب المساعدة والدعم من أجل عدم العودة للمخدرات مرة أخرى، وهذه المرحلة تتوقف بالفعل على نفس وتفكير وقرار المريض المتعافي، لكنه للأسف في أغلب الأحيان يتخذ القرار السيء وهو العودة غلى الإدمان مرة أخرى.

علامات النفسية والعضوية للانتكاس علي المخدرات:

هناك بعض العلامات النفسية والعضوية التي يعاني منها المدمن أثناء مروره بالمراحل الثلاث السابقة التي تحدثنا عنها، تظهر تلك العلامات بوضوح وتمثل إنذاراً قوياً للعودة مرة أخرى إلى المخدرات، وتتمثل هذه المظاهر في النقاط التالية:

  • بعض المظاهر النفسية مثل التوتر والقلق والعصبية الزائدة، وغالباً بدون سبب واضح غير أنها حالة نفسية غير واضحة الأسباب بعد التعافي من الإدمان، تصاحبها تحولات مزاجية عنيفة، واضطرابات عضوية سواء في الأكل او قلة النوم وغيرها، وهذه تعتبر من العلامات النفسية المبكرة والتي يجب عندها الإنسان أن يحذر ويخاف من التفكير في العودة.
  • بعض العلامات التي تتعلق بتوقف العلاج النفس او الدوائي الخاص بالإدمان، حيث يعاني بعض المدمنين من بعض العلامات والتي تمثل علامة إنذار خطيرة يجب أن يحذر منها الشخص في هذه الحالة، وهي عدم حضور جلسات العلاج النفسي، وعدم الانتظام على الدواء، وعدم الانتظام في زيارات الطبيب النفسي، وهذه التصرفات تؤكد بلا شك ملل المريض من العلاج، ومن ثم يفتح بابا التفكير الحقيقي في العودة للمخدرات مرة أخرى.
  • أما عن العلامات المتاخرة لهذه الحالة النفسية والتي تعتبر البوابة الحقيقية للعودة مرة أخرى للمخدرات فتتمثل يف بعض التصرفات والعلامات النفسية مثل، عودة الذكريات القديمة عن الإدمان والتغاضي عن سلبياتها وأضرارها السابقة، يصاحبها الحنين إلى الأماكن التي كان يذهب إليها المدمن ويتعاطى بها المخدرات، او الاتصال بالاصدقاء القدامى الذين كانوا يشجعونه على الإدمان أو التعاطي، مع استعادة ذكريات السعادة الوهمية والانتشاء والحالة المزاجية التي كان يسعد بها المدمن أثناء التعاطي، والحنين غليها بشدة، وهذه العلامات خطيرة للغاية وتدفع الإنسان نفسياً إلى العودة مرة أخرى إلى إدمان المخدرات، وينتهي به الأمر بالفعل إلى العودة والانتكاسة.

أسباب عودة المدمن للمخدرات .. نفسية وإجتماعية وذاتية:

لعله من الأهمية الحديث عن الأسباب التي تدفع المدمن المتعافي إلى توقف العلاج، ومن ثم العودة مرة أخرى إلى إدمان المخدرات، لمعرفة الحقيقة من وراء الحالة النفسية التي تدفع المدمن إلى هذا الفعل الخطير، وتتمثل الأسباب وتتنوع بين النفسية والإجتماعية او الذاتية من شخصية المدمن أو الأفعال الخاطئة التي يقع فيها بعد التعافي أو أثناء العلاج، ونوضح تلك الأسباب من خلال النقاط التالية:

الأسباب النفسية:

الأسباب النفسية التي تتمثل في الضغط العصبي جراء المشاكل الحياتية والأسرية أو العملية والتي تزيد من التفكير إلى الحالة الوهمية المؤقتة التي تمثل السعادة والهروب من المشكلات ولو مؤقتاً بتعاطي المخدرات والعودة إلى الإدمان.

الاسباب الاجتماعية:

الاسباب الاجتماعية التي تتعلق بعدم الدعم والمساعدة من الاسرة أو الأصدقاء، ونظرتهم السلبية في بعض الأحيان، تجعل من الفرد يعاني من اليأس وفقدان الأمل في الحياة الطبيعية الصحيحة ، لذلك يعتبر الدعم النفسي والعاطفي من المقربين من أهم خطوات التعافي النهائي وعدم العودة إلى الإدمان.

اخطاء ذاتية :

  • الأخطاء التي يقع فيها المدمن ذاته قد تدفعه إلى التفكير مرة أخرى إلى الإدمان مثل تدخين السجائر والشيشة بدعوى إنها أخف ضرراً من المخدرات، او مرافقة الأصدقاء الذين كانوا يشجعونه على الإدمان قديماً، والذهاب إلى الأماكن التي تذكره بذلك، هذه من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المتعافين.
  • التوقف عن العلاج، أو عدم الذهاب إلى الطبيب النفسي للمتابعة الدورية، وهذه من الأخطاء الشائعة أيضاً بل والخطيرة التي يقع فيها المدمن، وذلك بسبب الملل أحياناً، او ظن المتعافي انه تماثل للشفاء ولا يحتاج استكمال العلاج حتى نهايته.

اهم النصائح لمنع عودة المدمن للمخدرات مرة أخرى:

هناك بعض النصائح والحلول التي يجب إتباعها من المدمن المتعافي من أجل عدم العودة مرة أخرى إلى المخدرات، و لمنع الوصول إلى مرحلة الانتكاسة الفعلية، وهذه النصائح والتي تشكل جزء من العلاج للمتعافي، تمثل إنقاذا لمريض الإدمان السابق، ومحاولة للتوعية والمعلومات التي يجب أن يعرفها من أجل توقف التفكير نهائياً في المخدرات او العودة عليها، وتتمثل هذه النصائح في:

  • إستكمال العلاج، وضرورة المتابعة الدورية كل فترة مع الطبيب المتخصص أو في الالتحاق بمجموعات منع الانتكاسة المتوفرة في المصحات العلاجية والنفسية أو الذهاب إلى مستشفى علاج ادمان متخصص لوضع خطة علاجية لمنع الانتكاسة مرة أخرى.
  • طلب الدعم والمساعدة من الأصدقاء والمقربين أو الاسرة على المستوى النفسي و المعنوى من حيث التشجيع والتحذير من العودة مرة أخرى إلى المخدرات، ومحاولة الدعم هذه تمنع التوتر والقلق النفسي الذي يقع فيه المدمن في المراحل الأولى من الانتكاسة، وتمنعه من التفكير المستقبلي في العودة.
  • محاولة البعد عن المشاكل الحياتية والضغوط النفسية، أو تغيير النظرة إلى تلك المشاكل ومحاولة حلها بعيداً عن الأساليب التقليدية، وعدم الهروب من تلك المشكلات نهائياً، بل مواجهتها بهدوء وبحلول اكثر منطقية، فالمشاكل لن تنتهي في الحياة، لكن النظرة وطريقة الحلول هي من تجعل هذه المشاكل جديرة بالحل النهائي، وهذه الخطوة تحتاج إلى تدريب نفسي طويل.
  • البعد عن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المدمن المتعافي من تدخين السجائر او الشيشة، والبعد عن الأماكن والأصدقاء وكل ما يذكر المدمن المتعافي بالمخدرات.
  • ضرورة ممارسة الرياضة، وفعل الأشياء المفيدة على مستوى الهوايات خاصة في أوقات الفراغ، فالفراغ هو العدو الأول للإنسان، خاصة من كان يعاني من إدمان المخدرات.
  • لا تنعزل عن الآخرين، فالعزلة سبب كبير من أسباب الانتكاسة، والحل الأمثل لهذا ان لا تنعزل عن المجتمع، عن طريق محاولة الاشتراك في النشاطات الاجتماعية الخيرية، والاختلاط في تلك النشاطات يغير من نظرة الإنسان للحياة بلا شك.

هذه النقاط السابقة ما بين العوامل والظروف الخاصة بالعودة إلى الإدمان، مع الأسباب التي تدفع الإنسان للعودة إلى المخدرات، هامة من باب توعية المتعافي بضرورة إتخاذ الحيطة والحذر وعدم الإطمئنان الكلي، والأخذ بالنصائح المتوفرة والدعم المادي والمعنوي حتى تمر هذه المحنة الحياتية نهائيا وعدم الرجوع إلى دائرة الإدمان المميتة مرة أخرى.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق