برامج إعادة التأهيلبرامج العلاج الدوائي

العلاج الدوائي والعلاج المعرفي للإدمان

العلاج الدوائي والعلاج المعرفي للإدمان

الإدمان أصبح خطر يحدق بشبابنا والمحيطين بنا، وينبغي على الجميع بداية من الأسرة والحكومة والدولة التكاتف لتصدي لهذا الخطر، ومن حسن الحظ إن هناك طرق كثيرة لعلاج الإدمان والتخلص من تأثير المخدرات على المخ والجسم وتأهيل المدمن وإعادة دمجه مرة أخرى في المجتمع لضمان عدم عودته للإدمان أو الانتكاسة مرة أخرى، وخلال السنوات الأخيرة انتشرت عدد من الطرق الحديثة لعلاج الإدمان ومنها العلاج الدوائي والعلاج المعرفي للإدمان وفي حالة  خضوع الشخص المدمن إلى العلاج يجب أن يتم العمل بالطريقتين معا، حيث لا يمكن لأي طريقة أن تحدث نتيجة فعالة بدون الاعتماد على الأخرى.

ويعتمد علاج الإدمان على اكتشاف نوع المخدر الذي يتعاطاه المُدمن ومدة التعاطي ودرجة تعاطيه واستعداد الشخص المدمن للتخلص من المواد المخدرة، فكلما زادت مدة تعاطي الشخص للمواد المخدرة كلما كانت الأعراض الانسحابية أقوي، وخاصة إن التوقف المفاجئ عن التعاطي قد تؤدي إلى هلاوس والخرف فيعتقد المدمن إن عدم حصوله على الجرعة يمكن أن يهدد حياته وحياة الآخرين، لذلك فإن الإدارة هي الخطوة الأولى لعلاج الإدمان.

 

علاج الادمان في المراكز المتخصصة:

ويمكن القول أنه كلما زادت فترة التعاطي كان على المدمن الدخول إلى مركز علاج الإدمان متخصص لتقليل الآثار الجانبية للأعراض الانسحابية للإدمان، وتحديد العلاج الدوائي والعلاج المعرفي للإدمان يساعد المدمن على التخلص من الآثار الإدمان واضرارها على المخ والجسد، ويبدأ مرحلة الأولى من علاج الإدمان من خلال نزع السموم من الجسم والتخلص منها.

وفي المرحلة الأولى من علاج الإدمان يتوقف فيها المريض عن التعاطي المخدر، أو تقليل الكمية تعاطي المخدر حسب درجة التعاطي، بالإضافة إلى العلاج الدوائي كإجراءات مساعدة في الحالات الصعبة

حيث يحتاج المدمن خلال تلك الفترة إلى الدعم النفسي والأسري للتخلص من آثار المخدر الذي يكون أغلبها نفسي أكثر منها عضوي ووقايته من الانتكاسة، من خلال الابتعاد عن الأماكن والأصدقاء المرتبطين بالتعاطي وهي من أهم الخطوات التي تساعد على منع الانتكاس وتنمية المهارات.

 

طرق علاج الإدمان الحديثة:

في كثير من الحالات يحتاج المدمن إلى أكثر من طريقة علاجية، منها العلاج الدوائي والعلاج المعرفي للإدمان، حيث يحتاج إلى البقاء داخل المصحة متخصصة لتوفير الدعم الطبي والنفسي، ويعتبر هذا الإجراء اجباري في حالات الإدمان على المخدرات الكيميائية والتي تسبب إدمان جسدي لا يقاوم مثل العقاقير الأفيونية مثل إدمان الهيروين أو الترامادول

 

العلاج الدوائي للإدمان:

كما ذكرنا فإن العلاج الدوائي والعلاج المعرفي للإدمان يعملان معًا لعلاج الشخص المدمن

  • ويبدأ العلاج الدوائي من خلال معرفة نوع المخدر والتي تساعد على التخلص من السموم بشكل تدريجي والتخلص من الآثار الجانبية للأعراض السلبية بالإضافة إلى أنه تواجد المريض في المصحة من خلال توفير المراقبة المريض، وتوفير الدعم الطبي والنفسي للمريض، تساعد المُتعاطي على استعادة التوازن النفسي والعقلي.
  • أما العلاج المعرفي لعلاج الإدمان تعمل على معرفة الأسباب التي أدت إلى قيام الشخص بالإدمان، ومعرفة السلوكيات التي عززت من ترسخ فكرة الإدمان داخل الشخص، ثم يتم وضع خطة علاجية لتأهيل المدمن لتغيير سلوكياته إلى الأفضل، لذلك يعتبر العلاج المعرفي للإدمان من أكثر الطرق الفعالة بعد انتهاء العلاج.
  • ويعتبر العلاج المعرفي للإدمان فعال لأنه يركز على الأفكار التي تحيط بالمريض ومعرفة كيف تؤثر هذه الأفكار على سلوك المدمن، ففى حين تعمل الطرق العلاج النفسي على  التعمق فى الأسباب الجذرية والماضي الخاص بالمدمن، إلا إن العلاج المعرفي السلوكي يهدف إلى تغير الأفكار ثم السلوك الناتج عنها.

 

متابعة ما بعد العلاج من الإدمان:

الإدمان هو مرض مزمن يشبه كثيرًا مرض السكر وأمراض ضغط الدم، وغيرها من الأمراض، وبعد الانتهاء من علاج الإدمان قد يتعرض المُتعافي من التعرض إلى الانتكاسة أو الرغبة في العودة إلى المخدرات مرة أخرى، لذلك فإن المريض يحتاج إلى المتابعة والمراقبة بعد انتهاء العلاج الدوائي والعلاج المعرفي للإدمان، ففي بعض الحالات يكون العلاج الخارجي هي الطريقة الأنسب التي تساعد المدمن على هزيمة الإدمان وعدم العودة مرة أخرى للعلاج.
ويكون العلاج الدوائي والعلاج المعرفي للإدمان مستمر حتى بعد الانتهاء من العلاج، حيث تعمل على بعض الأدوية على منع انتكاسة المريض، فيما يعرف العلاج المعرفي على زيادة وعي المريض بأضرار العودة إلى الإدمان، وفي نفس الوقت يسمح للمريض التواجد في بيئته التي تعود عليها، وأن يعيش حياته بشكل طبيعي، ولكن في نفس الوقت يضمن بقاء المدمن بعيد عن تعاطي المخدرات.
وتعتمد طبيعية البرنامج التأهيلي لمدمني المواد المخدرة ما بعد العلاج الأساسي للإدمان، على نوعية المخدر الذي يتعاطاه المدمن، ويكون العلاج النموذجي يشمل على العلاج الدوائي والعلاج المعرفي للإدمان، من خلال عمل جلسات الإرشاد والدعم والمراقبة.
ويعتبر العلاج الخارجي واحد من أهم العوامل الأساسية التي تساعد على تعافي المدمن لأنه يبقى فى منزله وبعيدًا عن أجواء المستشفى التي تقوم بعزل المريض عن أصدقائه وأسرته لفترات طويلة، ويمكن تعديل البرنامج حسب كل حالة، ويتم تقديم جلسات العلاج المعرفي طبقًا لجدول زمني يتم وضعه مسبقًا.

    وعلى الرغم من إن هناك طرق مختلفة لعلاج الإدمان، إلا أن اتباع العلاج الخارجي يساعد على معرفة الأسباب الأساسية التي دفعت المريض إلى التعاطي والإدمان، أما في حالات الإدمان الشديدة فأن الإجراء الأنسب هو حجز المريض بالمصحة حتى يمكن متابعة الحالة بشكل أدق وأفضل.

     

    العلاج الدوائي والعلاج المعرفي للإدمان أيهم أفضل؟

    إذا كنت تتساءل عما إذا كان هناك أكثر من طريقة لعلاج الإدمان مثل العلاج الدوائي والعلاج المعرفي فأيهم أفضل لعلاج الإدمان؟ والإجابة هو أن كلاهما مكمل للآخر فالعلاج الدوائي يتم اعتماده للمدمن خلال مراحل الأعراض الانسحابية للمخدر، ثم يأتي دور العلاج المعرفي للإدمان ليصبح البرنامج العلاج أكثر شمولا.

    وأحيانا يكون العلاج المعرفي يتم بشكل فردي وأحيانا بشكل جماعي، ويقوم المعالج أثناء العلاج المعرفي بإلقاء الضوء على الأفكار والسلوكيات التي أدت إلى اللجوء الى تعاطي المخدرات والإدمان، ووضع سلوكيات بديلة وصحية.

     

    العلاج المعرفي للإدمان هل هو سحري؟

    على الرغم من الفوائد الكثيرة للعلاج المعرفي السلوكي إلا أنه ليس العلاج السحري، بل الأمر في النهاية يتعلق بالمريض وإرادته في القدرة على تنفيذ ما تعلمه خلال البرنامج، ولا يقتصر البرنامج العلاجي المعرفي على مساعدة المُتعاطي على التعافي وعدم العودة إلى الإدمان مرة أخرى

    وإنما يساعد على إيجاد طرق أفضل للتعامل مع المشاكل والقضايا الحياتية التي قد تكون سبب في اللجوء إلى التعاطي، فمثلًا الشخص الذي يعاني من مشاكل أسرية قد يكون من أسباب اللجوء إلى المخدرات لزيادة الثقة والشعور بالراحة.

    وفي هذه الحالة يكون الهدف الأول لعلاج السلوكي هو معرفة الأسباب التي أدت إلى زيادة القلق وإيجاد طرق للتخلص منها بشكل طبيعي من خلال إيجاد بدائل آمنة.

     

    مجموعات الإرشاد والدعم النفسي:

    كما ذكرنا فإن العلاج الدوائي والعلاج المعرفي لإدمان مكملان لبعضهم البعض فحتى بعد البدء في علاج المعرفي السلوكي يبقي على المريض الحصول على الأدوية المناسبة التي تمنع حدوث الانتكاس وتساعده على عدم العودة مرة أخرى إلى المخدرات، ثم يأتي دور مجموعات الإرشاد والدعم النفسي، حيث إن كثير من حالات تطور الإدمان تكون ناتجة عن عدم وجود دعم نفسي للمريض.

    وتعد مجموعة الارشاد والدعم النفسي من خلال تحدث المدمن مع مجموعة من الأشخاص التي استطاعوا تخطي هذه الأزمة، وقد يكون هذا كافيًا لمساعدة المتعافين الجدد من الإدمان على تخطي هذه الأزمة، والتأهيل النفسي فيما بعد.

    ويناسب هذا الإجراء الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات منذ فترة طويلة، أو الأشخاص الذين اعتادوا تناول عقاقير الهلوسة، وتأتي فائدة هذه المجموعة في كونها تساعد المتعافين الجدد على مناقشة المشاكل والصعوبات التي يواجهونها، والتقدم الذين استطاعوا الوصول إليه، كما يؤدي سماع قصص نجاح الآخرين إلى زيادة الإلهام، ودفع المدمن نحو الشفاء.

     

    التأهيل النفسي لعلاج من الادمان:

    • إن العلاج الدوائي والعلاج المعرفي للإدمان هما الخطوات الأولى لعلاج الإدمان إل أنه يتبعها التأهيل النفسي، لأن على الرغم من إن الإدمان مرض معقد إلا أنه قابل للعلاج، وتعود المشكلة إلى إن المخدر يؤثر مباشرة على المخ والجهاز العصبي، والذي يمتد لفترات طويلة حتى بعد العلاج النهائي.
    • كما يجب أن تدرك إن لكل شخص ظروفه الحياتية المختلفة وطريقة العلاج التي تناسبه فقط ، والتي يتم وضعها بناءًا على درجة إدمانه وظروفه الاجتماعية والصحة العضوية للمدمن، كما إن قرار العلاج من الإدمان يجب أن يكون نابع من الشخص المدمن نفسه لتضمن وجود الإرادة لاستمرار وعدم الانتكاس مرة أخرى.
    • كما إن وضع خطة لعلاج المدمن يجب أن تراعي الخلفية النفسية والطبية من أجل العمل بشكل متوازن على جميع مصادر الخلل في نفسية المريض، فالعلاج ليس دوائي فقط يوصف بناءًا على نوع المخدر الذي يتعاطاه، حيث إن الأمر يتخطى هذه المنطقة الضيقة، كما إن التزام المدمن بخطة العلاج من اليوم الأول وحتى نهايته تضمن عدم انتكاسة المريض مرة أخرى.
    • كما يحب الاعتماد على العلاج السلوكي لتغير نمط حياة المريض، كما تعمل الأدوية على تسهيل الأمر، وتخفيف من حدة  الأعراض التي تتبع التوقف عن تعاطي المخدرات، كما أن المتابعة الدورية مع الطبيب المعالج لاستمرار التقييم للحالة العضوية والنفسية، واكتشاف المبكر لأي علامات قد تنذر بحدوث انتكاسة للمريض، كما إن التقييم النفسي للمتعافين من الإدمان من الأمور الهامة التي تساعد على اكتشاف أمراض نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو مشكلات أخرى.

    ويمكننا القول إن هناك طرق علاجية مختلفة للإدمان مثل العلاج الدوائي والعلاج المعرفي الذي يمكن أن يساعد على تخطي تلك المشكلة وعدم العودة مرة أخرى إلى المخدرات، لذلك إذا كنت تعاني من الإدمان فهذا يعني أنه لا يزال أمامك طرق عديدة للعلاج، تشمل المساعدة الدوائية التي ستساعدك على تخفيف حدة الأعراض الانسحابية.

    بالإضافة إلى العلاج المعرفي السلوكي الذي يسعى لمعرفة الأسباب التي تؤدي إلى تلك الإدمان وتغير نمط السلوك، ثم يأتي بعد ذلك التأهيل النفسي، ولذلك يمكنك أن تعرف إن تطور الطب ساعد على تخطي تلك المشكلة، كما إن سماع قصص الآخرين الذين استطاعوا تخطي هذه الأزمة يساعد على إلهام المرضى أيضا.

    الوسوم
    اظهر المزيد

    مقالات ذات صلة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى
    إغلاق