ادمان المخدراتالمخدرات و الجنس

الكيميكال والجنس – هل يسبب العجز الجنسي؟

الكيميكال والجنس

تنتشر شائعات بين الناس تقول إن المخدرات يمكن أن تزيد من القدرة الجنسية للرجال والنساء، لكن الحقيقة أن تلك السموم تقضي على حياتك على الرغم من النشوة اللحظية إلا أن الثمن يكون باهظ للغاية ولا يمكن علاجه، ويعتبر مخدر الكيميكال من أحدث المواد المخدرة التي انتشرت بين الشباب في السنوات الماضية والتي تنتشر بصورة كبيرة في دول الخليج، ويتميز بأنه زهيد الثمن مقارنة بالمخدرات الأخرى، ويروج الكثيرين أن هناك علاقة وطيدة بين مخدر الكيميكال والجنس، ولكن الأمر عكس هذا تماما.

فمخدر الكيميكال كأغلب المخدرات تؤثر على الجهاز العصبي وتزيد من تدفق الدم، مما يعطي شعورًا وهميًا بالسعادة في العلاقة الجنسية، كما قد يتوهم من يتعاطي هذا المخدر إن مدة العلاقة أصبحت أطول، ولكن ما يحدث هو أن المُتعاطي يغيب عن الوعي وبالتالي لا يكون له القدرة على معرفة الوقت أو القدرة الحقيقة، والمؤسف إن بعد مرور فترة قصيرة من الإدمان يعاني المُتعاطي من العجز الجنسي، وتنتهي حياته الجنسية بشكل طبيعي، ومن خلال التقرير التالي سنخبركم بالتفصيل عن العلاقة بين مخدر الكيميكال والجنس خطوة بخطوة …

العلاقة بين الكيميكال والجنس:

قبل التحدث عن مخدر الكيميكال والجنس، يجب أن تعرف مما يتكون هذا المخدر وتأثيره على الأعضاء التناسلية للمرأة والرجل، يتكون مخدر الكيميكال من 5 مواد وهي بذور زهرة اللوتس، مادة الفسفور الأحمر وهي المادة المكونة لعنصر الكبريت ومادة الأمونيا المائية المستخدمة في صناعة المبيدات والأسمدة، ومادة الليثيوم والأسيتون، وحمض الكبريتيك الذي يدخل في صناعة بطاريات السيارات، وهي جميعها مواد قاتلة للإنسان.

وهذا الخليط من المواد يصنع مخدر يطلق عليه صانع المجرمين والقتلة، لأنه يسبب هياج شديد وهلاوس سمعية وبصرية أو ما يعرف باسم البانوريا وهي تخيل أحداث غير حقيقية ولا تمت للواقع بصلة ويعتبرها حقيقة تامة، ويتصرف بناءًا على الهلاوس، لذلك لا يستبعد أن يقوم المدمن باغتصاب أو قتل أى شخص بدون وعي للعواقب التي قد تحدث فيما بعد، ويعزز من تلك الحالة هو طول مدة تأثير هذا المخدر على المخ الذي قد يصل إلى 12 ساعة كاملة، على عكس الأنواع الأخرى من المخدرات مثل الكوكايين والمارايجونا التى قد تمتد على أقصى تقدير لمدة ساعتين.

التغييب عن الواقع لساعات طويلة قد يؤدي إلى توهم الشعور بالقوة والقدرة الفائقة على ممارسة العلاقة الحميمة مع الشريك، إلا أن التغيب وفقدان القدرة على التركيز تجعل المدمن لا يفرق بين الواقع والخيال.

الكيميكال والجنس علاقة عكسية:

تعاطي بعض أنواع مخدر الكيميكال قد يكون لها تأثيرات وهمية على عقل المُعاطي خاصة ما يرتبط بالعلاقة الجنسية خاصة في بداية التعاطي، فيعتقد أن المخدر يعمل على إطالة فترة الانتصاب عند الرجل، أو زيادة الانقباضات والتهيج الجنسي لدى المرأة فيعتقد خطأ إن العلاقة الجنسية طويلة وممتعة، لكن حتى هذا الاعتقاد الخاطئ يدوم لفترة قصيرة جدًا، فسرعان ما يتعود الجسم والمخ على تلك المواد، فيعاني المُتعاطي من أعراض الانسحاب، مما يجعل العلاقة الجنسية مملة ويعاني الشخص من الفتور وعدم الرغبة في العلاقة نفسها.

وتستمر أضرار الكيميكال على الجسم، فتترسب تلك السموم على الجهاز العصبي للإنسان وتؤثر على حالته النفسية وتزيد من معدلات القلق والتوتر مما يجعل الجنس عبء جديد يضاف على كاهل الشخص المدمن فيلجأ إلى الامتناع عن الجنس أو العلاقة الحميمة مع الشريك، مما يزيد من الفتور وضعف التواصل فى الحياة الزوجية.

تأثير مخدر الكيميكال علي الرجل:

كما ذكرنا فأن تعاطي الكيميكال والجنس علاقة ليست دائمًا متوافقة، ففي البداية يحدث توافق بسبب وهم الطاقة الهائلة التي يعطيها المخدر للإنسان المدمن، إلا أنه بمجرد التعود لا يلبث أن يحدث خفوت أو انعدام رغبة، والسبب ببساطة هو أن تكرار تعاطي المخدرات يؤدي إلى حدوث تغيرات كثيرة في الغدد التناسلية، بسبب حدوث ما يطلق عليه العلماء اعتلال الأعصاب السام، وهي مشكلة خطيرة تصيب الجهاز العصبي وتؤدي إلى حدوث شلل في الأعصاب الطرفية مسببًا العجز الجنسي، أو تدمير الجهاز التناسلي للرجل، والذي يمكن أن يحدث خلال فترة تتراوح ما بين 2 إلى 3 أشهر بعد التعاطي.

بعدها يعاني المدمن من انخفاض حاد فى الرغبة الجنسية، فضلا عن فقدان الثقة في قدرته على ممارسة العلاقة الحميمية بشكل طبيعي، لكن هذه الآثار السلبية لا تقتصر على الرجال فقط بل تصل إلى السيدات أيضُا، فلا تستطيع المدمنة الوصول إلى النشوة الجنسية، كما أنها في النهاية قد تصاب باضطرابات في عملية التبويض تؤدي إلى العقم وفي أفضل الظروف يصبح حدوث الحمل أمر صعب الحدوث مهما حاولت.

تأثير الكيميكال على المخ و الجنس:

من المثبت علميًا إن المخدرات تؤثر على أجزاء من الدماغ المسؤولة عن المتعة والشعور باللذة في فترة التعاطي الأولى، لكن بمجرد الاعتياد على هذا التهيج الكيميائي تنخفض قدرة المدمن على الشعور بالمتعة في أي شيء بما في ذلك الجنس، بل على العكس يحدث ما يسمى بقمع الرغبات الجنسية وانخفاضها مما يؤدي إلى العجز الجنسي عند الرجال وعدم القدرة على الوصول للذروة الجنسية عند السيدات.
كما إن مخدر الكيميكال يؤدي الى حدوث نوبات التهيج العصبي والجنون ويؤدي إلى مزيد من العنف مع الشريك وقد يؤدي في بعض الحالات إلى القتل بدون واعي.

الوهم وراء ارتباط الكيميكال والجنس؟

مخدر الكيميكال والجنس ارتبطا معا، بسبب تأثير هذا النوع من المخدر على المخ الذي يعطي إحساس مفرط بالطاقة للشخص المتعاطي، فيعتقد أنه شخص خارق للطبيعي، فيشعر أن بإمكانه ممارسة العلاقة الحميمة لمدة أطول وعدد أكبر، وقد يصل الأمر إلى حد التغييب الكامل عن الوعي، لكن سرعان ما يعاني المريض من الأعراض الجانبية للمخدر بمجرد انتهاء تأثيره والتى تشمل ..

  • مشاكل المعدة واضطرابات الجهاز الهضمي تشمل على الغثيان ورغبة شديدة في القيئ وتعرف هذه الأعراض بأنها “أعراض ما بعد الثمالة”.
  • الانفصال التام عن الواقع وعدم القدرة على التركيز حتى في أبسط الأمور.
  • غالبًا يعاني المدمن من الهلاوس السمعية والبصرية وقد تصل إلى حد الإصابة بالذهان.
  • يعاني المدمن من التشنجات العصبية التي تشبه مرض الصرع، فضلا عن نوبات القلق والفزع وجنون العظمة.
  • يعتبر أسوأ تأثير لمخدر الكيميكال على الإنسان هو تلف ودمار خلايا العصبية والمخية، لأنه يمد الجسم بطاقة مرتفعة.
  • علاقة مخدر الكيميكال والجنس، لا تتوقف عند ممارسة العلاقة الحميمة فقط، بل تمتد إلى خصوبة الرجل فهي تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية، كما تؤثر سلبًا عند السيدات حيث تسبب اضطراب التبويض، وقد أوضحت الدراسات إن الشباب الذين كانوا يدخنون الكيميكال مرة واحدة تنخفض لديهم هرمون التستوستيرون، كما انخفض لديهم عدد الحيوانات المنوية بنسبة 35%، بينما بعد التعاطى لعدة مرات شعر 10% من المبحوثين بأنهم يعانون من العجز الجنسي ولا يمكنهم ممارسة العلاقة بدون تعاطي المخدر.
  • كما يؤدي تعاطي بعض أنواع الكيميكال إلى عدم ملاحظة المتعاطي لأي نشاط جنسي، ووفق دراسة فقد أكد 20 مدمن من أصل 23 لا يستطيعون الانتصاب بشكل طبيعي بدون تعاطي المخدر، وعندما يصلون إلى مرحلة النشوة الجنسية فأنهم لا يشعرون بها بشكل جيد، فضلا عن أنها تسبب تشوه الحيوانات المنوية، فما هو الهدف من تعاطي المخدرات إذا لم تكن ستحصل في النهاية على ما تريد؟ فالكثيرون ممن يتعاطون المخدرات يعانون من العقم بعد ذلك.
  • كما إن استجابة الجسم للمخدر الكيميكال من خلال زيادة طول مدة العلاقة يصاحبها عدم القدرة على الشعور بالنشوة أو الوصول الى القذف، لكن الأمر قد لا يلاحظه المدمن بسبب تأثير المخدر على المخ الذي يصبح مغيب عن الواقع تماما، كما يعاني المُتعاطي من ضعف في الانتصاب للرجال، أما بالنسبة للسيدات فإن تكرار التعاطي يمكن أن يتسبب في حدوث مشكلة اضطراب الدورة الشهرية والتبويض، وفي النهاية يتجنب المدمن العلاقة. الحميمة تماما خوفًا من الصدمة.

مخدر الكيميكال والجنس والأمراض المعدية:

يسبب تعاطي المخدرات كثير من المضاعفات بسبب انتقال العدوى والأمراض بسبب الحقن، ومنها أشهر تلك الأمراض التي تنتقل هي فيروس نقص المناعة المكتسب الإيدز، والتهاب الكبد الفيروسي، والتي مع الوقت حتى تم علاج المريض من الإدمان فإن تطور المرض يصيب المدمن بالعجز الجنسي.

بالإضافة إن مخدر الكيميكال يسبب تسمم قوي يؤثر على جميع الأجهزة والأنسجة، وخاصة على الجهاز العصبي والتناسلي، مما يسبب العقم لأغلب المدمنين وفي الحالات التي قد يحدث بها حمل قد يؤدي الإدمان إلى ولادة طفل يعاني من إدمان المخدرات، أو أن يولد الطفل بعيوب خلقية مختلفة، وقد تسبب ولادة طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.

علاج إدمان الكيميكال

للأسف حتى الآن لا توجد طريقة مضمونة للتخلص من إدمان مخدر الكيميكال لكن بعض الخيارات الصحية قد تؤدي إلى الابتعاد عن الإدمان والبقاء بدون مخدرات، وتشمل الخيارات العلاجية، العلاج الدوائي الذي يعالج الأجزاء المتضررة سواء عضوية أو نفسيه، بالإضافة إلى إزالة السموم، أو العلاج بالسحب الذي يساعد على التوقف عن الإدمان بصورة سريعة وآمنه، بالإضافة إلى جلسات الميزوثيرابي الفردية أو الجماعية مع أشخاص كانت لهم تجارب مشابهة في الإدمان واستطاعوا تخطوها، كما إن الأسرة لها دور كبير فى دعم المريض حتى يمكن تخطي تلك الأزمة.

ويمكننا القول إن علاج الإدمان فى المراحل المبكرة يساعد على الحفاظ على قدرة الإنسان الجنسية، فكلما اقتنع المريض بضرورة الإسراع إلى العلاج كلما زادت الفرصة في أن يكون قادر على التمتع بحياته الحميمة مع شخص آخر، وولادة طفل سليم بدون أي مشاكل ناتجة عن الإدمان.

في النهاية مهما كان شعورك بالإحباط أو القلق بسبب الظروف المحيطة بك، فأن اللجوء إلى المخدرات أيا كان نوعها كيميكال أو غيرها لن يغير من حياتك لكن على العكس قد يؤدي إلى تدمير حياتك الجنسية وحتى الوصول إلى العقم أو في حالة استطاعت الإنجاب فستعاني مع طفل يعاني من التشوهات الخلقية أو المرضية، ويجب أن تدرك أن في النهاية العلاقة بين الكيميكال والجنس ليست رائعة، فمهما كانت العلاقة رائعة في البداية إلا أنها تأثيرها يعتبر فاتورة باهظة لن تدفعها وحدك ولكن أطفالك أيضا الذين سيعانون من نتيجة اختياراتك الخاطئة.

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق