عندما نتحدث عن إدمان الجنس لدى الأطفال يجب أولاً أن نعرف بعض المعلومات الأساسية عن إدمان الجنس نفسه، وبدايةً تعريف ماهية هذا النوع من الإدمان الذي برز في العصر الحديث.
وحسب خبراء علم النفس فإن إدمان الجنس يمكن أن يشير إلى مجموعة من السلوكيات التي تتم بشكل زائد عن الحد وتؤثر بشكل كبير على حياة الفرد بطريقة سلبية. وجدير بالذكر أن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (الطبعة الخامسة) لا يشير إلى إدمان الجنس كحالة قابلة للتشخيص حتى الآن، ولكن الأبحاث تشير إلى أن هناك انتشار واضح للسلوك الجنسي الضار مشابه لما يحدث عند تطوير إدمان كيميائي، مثل إدمان المخدرات أو المواد الكحولية.
المحتوي
هل إدمان الإباحية مماثل لإدمان الجنس؟
حتى نفهم إدمان الجنس لدى الأطفال ودوافعه وأسبابه، يجب أولاً أن نعرف الاختلافات بينه وبين إدمان الإباحية، خصوصاً وأن هذا الأخير منتشر بين المراهقين والأطفال بشكل كبير.
وحسب خبراء علم النفس فإن إدمان المواد الإباحية وإدمان الجنس ليسا نفس النوع من الاضطراب، حيث يمكن أن يعتبر الإدمان على الإباحية نوع من أنواع الإدمان الجنسي ويمكن أن يظهر بشكل مختلف عن الأنواع الأخرى من الإدمان الجنسي. وكما هو الحال مع “إدمان الجنس” فإن إدمان الإباحية ليس تشخيص رسمي في الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية (الطبعة الخامسة) حتى الآن. ومع ذلك يمكن أن يؤدي الإدمان على الإباحية إلى مشاكل خطيرة وعواقب في كثير من جوانب الحياة.
إدمان الجنس لدى الأطفال:
أنواع الادمان الجنسي:
ليست هناك فئات محددة ولكن الإدمان الجنسي يمكن أن يأتي في صور وأشكال مختلفة، مثل الإدمان على:
- المواد الإباحية
- البغاء (فتيات الليل)
- الاستمناء (ممارسة العادة السرية)
- سلوك سادي أو ماسوشي
- استراق النظر
- غيرها من المساعي الجنسية المفرطة
إدمان الجنس لدى الأطفال: العلامات والأعراض
يمكن للعديد من العلامات أن تشير إلى ما إذا كان الفرد مدمن على الجنس أم لا، ويمكن أن تكون هذه العلامات عاطفية أو جسدية، وعلاوة على ذلك من المهم معرفة الآثار المدمرة لـ إدمان الجنس لدى الأطفال أيضاً.
العلامات العاطفية على إدمان الجنس |
العلامات الجسدية على إدمان الجنس |
إذا كنت تعرف شخص يعاني من إدمان الجنس فقد لا تكون لديه حدود صحية، أمّا في حالة أن يكون أحد الزوجين مدمن على الجنس أو المواد الإباحية فقد يُسبب ذلك أن يشعر الطرف الآخر بأشياء مثل الغربة، أو العزلة، أو الاكتئاب، أو الغضب، أو الإذلال وقد يحتاج الطرف الآخر إلى العلاج أيضاً.
كما أنّه عندما يكون الشخص مدمن على الجنس قد يتورط جنسياً أو عاطفياً مع الآخرين بسهولة بغض النظر عن مدى معرفتهم، وذلك وفقاً لمجموعة مدمني الجنس والحب المجهولين. ولأن معظم المدمنين على الجنس يخشون التخلي عنهم فقد يظلون في علاقات غير صحية، أو قد يقفزوا من علاقة لأخرى بسرعة. خصوصاً وأنهم عندما يشعرون بالوحدة قد ينتابهم شعور بالفراغ أو عدم الرضا، وربما يصل الأمر إلى شعور بالذنب أو الخوف. |
عند الحديث عن إدمان الجنس لدى الأطفال يجب أن نعرف أيضاً العلامات الجسدية التي تظهر على الفرد عند إدمان الجنس، خصوصاً وأن القليل من الأعراض الجسدية يمكن أن يظهر على المريض بإدمان الجنس، ولكن الأكثر شيوعاً منها هو الشعور بعدم الاستقرار بسبب الهواجس الجنسية أو العاطفية. |
إدمان الجنس لدى الأطفال: الآثار:
يمكن أن تكون آثار إدمان الجنس شديدة في كثير من الأحيان، ووفقاً لإدارة وزارة الزراعة الأمريكية حوالي 38 في المائة من الرجال و 45 في المائة من النساء الذين يعانون من إدمان الجنس يعانون من الأمراض التناسلية نتيجة سلوكهم هذا.
كما أن الحمل أيضاً هو أحد الآثار الجانبية الشائعة التي يمكن أن تحدث بسبب هذا السلوك المحفوف بالمخاطر، وفي إحدى الدراسات الاستقصائية أفاد ما يقرب من 70 في المائة من النساء اللواتي يعانين من الإدمان على الجنس أنهن تعرضن لحالة واحدة على الأقل من الحمل غير المرغوب فيه نتيجة لإدمان الجنس.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون لإدمان الجنس تأثير سلبي على العديد من مجالات حياة الشخص، فيمكن أن يقود إلى:
- انخفاض في العلاقات الشخصية والمشاركة الاجتماعية والأسرية.
- انخفاض في التركيز والإنتاجية في العمل.
- العواقب الجسدية مثل العجز الجنسي أو الأمراض المنقولة جنسياً.
وحتى تتعرف أكثر على مخاطر إدمان الجنس لدى الأطفال يجب أن تعلم أنّ هذا السلوك يمكن أن يكون له آثار نفسية عميقة، مثل الشعور بالعار والذنب، وعدم الرضا، والضيق العاطفي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى:
- القلق
- الاكتئاب
- تعاطي المخدرات
- المشاكل المتعلقة بالتحكم في الانفعالات
- أعراض الوسواس القهري
ومن المهم أن يعرف مدمن الجنس أو القريبون منه أن علاج المشاكل المتزامنة في حياة المرء مثل الاكتئاب، أو القلق الاجتماعي، أو العزلة الاجتماعية يمكن أن تسهل التعافي من الإدمان الجنسي.
إدمان الجنس لدى الأطفال: هل طفلي مدمن؟
بدون شك، من الأفضل دوماً استشارة طبيب نفسي مختص في الإدمان لتقديم تقييم سليم لطفلك إذا كانت لديك شكوك من معاناته مع إدمان الجنس لدى الأطفال ، ومع ذلك قد ترغب أيضاً في البحث عن العلامات التالية:
- تشعر أنّه عاجز عن كيفية التصرف الجنسي
- اختياراته الجنسية تجعل حياته غير قابلة للإدارة
- يشعر بالخجل أو الإحراج من أفعاله الجنسية
- يعد نفسه بأن يتغير – وربما يعدك أنت حتى – ولكن يفشل في الوفاء بهذه الوعود
- يكون منشغل جداً بالجنس حتى يصبح بمثابة طقس دائم
إدمان الجنس لدى الأطفال: المُسببات
يمكن أن يتطور إدمان الجنس لدى الأطفال – مثل إدمان الإباحية – بسبب عوامل تشمل جميع جوانب حياة الطفل، وتشمل هذه:
عوامل بيولوجية:
- الجينات:
قد يكون لدى الطفل الاستعداد الوراثي فيما يخص هذا الاضطراب وقد يكون لديه أيضاً استعداد لصفات أخرى ترتبط عادةً بالإدمان الجنسي مثل القلق أو الاكتئاب. - الهرمونات:
كما قد يتوقع الفرد، يمكن أن تؤثر المستويات المرتفعة من الهرمونات الجنسية مثل هرمون التستوستيرون أو الأستروجين على الرغبة الجنسية. وإذا كان الطفل يميل نحو السلوك المندفع ولديه مستويات مرتفعة من الهرمونات المرتبطة بالجنس، فقد يكون أكثر عرضة للإصابة بمرض إدمان الجنس لدى الأطفال أو الأنشطة الجنسية الزائدة.
عوامل نفسية:
- التأثيرات البيئية:
يمكن للعوامل البيئية المبكرة في الحياة، بما في ذلك الأحداث المسيئة مثل سوء المعاملة أو التعرض للمحتوى الجنسي، أن تساهم في بعض الخصائص الأساسية التي تقود السلوك الجنسي. - الصحة العقلية:
قد يكون القلق والاكتئاب واضطرابات الشخصية وسوء التحكم في الانفعالات والقلق كلها من المشاكل المتزامنة التي قد يواجهها الفرد إلى جانب إدمان الجنس. الأفراد الذين يتم تشخيصهم باضطراب ثنائي هم أكثر عرضة للإصابة بمرض إدمان الجنس لدى الأطفال.
عوامل اجتماعية:
- يمكن أن يؤدي الرفض في العلاقات والأوساط الاجتماعية إلى طرق أخرى غير صحية للعثور على الإشباع الجنسي.
- العزلة الاجتماعية:
لا تزيد العزلة الاجتماعية من احتمال البحث عن طرق غير لائقة فحسب، بل تؤدي أيضاً إلى مجموعة من المشاكل الأخرى – مثل الاكتئاب والأمراض الجسدية – التي يمكن أن تساهم في إدمان الجنس لدى الأطفال أو السلوكيات الجنسية غير الصحية. - التعلّم الاجتماعي:
إن مشاهدة الآخرين يفعلون سلوك ما هي أحد طرق تعلّم شيء جديد، وخصوصاً عندما نحب أو نتعرف على هذا الشخص. لذا فإن امتلاك صديق أو مجموعة من الأصدقاء الذين ينخرطون في أنشطة جنسية مفرطة مثل مشاهدة الإباحية بكثرة يمكن أن يؤثروا على الطفل بطريقة قوية جداً وقد تؤدي إلى إدمان الجنس لدى الأطفال.
إدمان الجنس لدى الأطفال: العلاج
يمكن علاج إدمان الجنس لدى الأطفال ولكن سوف يحتاج الآباء عادةً إلى التحدث مع أخصائي في الصحة النفسية والعقلية، مثل طبيب نفسي. حيث يقوم هؤلاء بمساعدة الطفل على معالجة بعض العوامل الأساسية التي تسبب إدمان الجنس أو إدمان المواد الإباحية، وسوف يعلمونه أيضاً كيفية التعامل مع أفكاره ومشاعره وسلوكياته بطريقة صحية.
بعض طرق علاج إدمان الجنس لدى الأطفال تشمل التالي:
العلاج الفردي | جلسات لمدة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة مع أخصائي صحة نفسية معتمد، يركز فيها على السلوكيات القهرية الجنسية وأي اضطرابات أخرى تحدث. |
العلاج السلوكي المعرفي | يركز على فكرة أن سلوك الفرد وعواطفه وأفكاره كلها مرتبطة ويعمل على تغيير الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية. |
العلاج النفسي الديناميكي | يتمحور هذا العلاج حول الفرضية القائلة أن الذكريات والنزاعات تؤثر على السلوك، ولذلك يكشف العلاج النفسي الديناميكي عن تأثير الطفولة المبكرة في العادات الحالية أو العوامل الحالية التي تسهم في الإدمان على الجنس |
العلاج السلوكي الديالكتيكي | يحتوي على أربعة مكونات: مجموعة التدريب على المهارات، والعلاج الفردي، والتدريب عبر الهاتف، وفريق الاستشارات. وقد تم تصميم هذه المكونات الأربعة لتعليم أربعة مهارات: الوعي، وتحمّل المحن، والفعالية الشخصية، وتنظيم العاطفة. |
العلاج الجماعي | بقيادة المعالجين المؤهلين، تم تصميم العلاج الجماعي لاستبدال السلوكيات السلبية والضارة بأخرى إيجابية ومفيدة اجتماعياً. |
برنامج ال12 خطوة | هو نموذج قائم على المجموعة ويركز على الاعتراف بشعور المرء بالعجز والاستعداد ليعيش حياة خالية من الإدمان. |
العلاج الداخلي | هناك بعض مراكز الاستشفاء الداخلي مصممة لعلاج الإدمان على الجنس والإباحية. حيث يقيم المريض في مركز إعادة التأهيل طوال فترة العلاج حتى يتمكن من التركيز على عملية الشفاء دون تشتيت وبعيداً عن الإغراءات. |
أوجه الشبه بين إدمان الجنس وإدمان المخدرات:
التأثير على المخ:
لكلاً من إدمان الجنس وإدمان المخدرات تأثيرات مشابهة على المخ، حيث يؤثران في المقام الأول على نظام المكافأة في المخ من خلال ناقل عصبي يسمى الدوبامين. حيث يتم إفراز الدوبامين عندما يلبي الشخص حاجته أو رغبته مما يجعل الشخص يشعر بالمتعة أو النشوة، مما يعزز من توقع المكافأة ويزيد من الرغبة في الانخراط في مثل هذا السلوك الأساسي.
- يحفز تعاطي المخدرات إفراز الدوبامين ويحاكي تلك السلوكيات الضرورية للبقاء، مما يتسبب في زيادة اعتماد الشخص على المخدرات لإفراز الدوبامين.
- يعمل إدمان الجنس بطريقة مماثلة، ففي كل مرة يشارك مدمن الجنس في السلوكيات الجنسية يتعرض إلى اندفاع من الإندورفين مما يخلق حافز قوي للانخراط في نفس السلوك مرة أخرى.
- يخلق هذا حلقة مفرغة من السلوك ويجعل الفرد تحت سيطرة الرغبة في المكافأة.
وبسبب هذا التشابه بين إدمان الجنس لدى الأطفال وإدمان المخدرات أو الكحوليات، لا يجب الاستهانة بهذا السلوك أبداً ويجب أن يتم علاجه من قِبل المختصين النفسيين.
علاوة على ذلك، يجب على كل أب وأم أن يكونوا القدوة للأبناء وخاصةً في التركيز على الجانب الديني الذي يساعد في إبقاء الأطفال بعيداً عن هذه السلوكيات الضارة لهم نفسياً وجسدياً.