ادمان المخدراتالمخدرات الصناعية

علاج إدمان الأسبايس

علاج إدمان الأسبايس

علاج إدمان الأسبايس

لا يختلف كثيرًا علاج إدمان الأسبايس عن طرق علاج أنواع المخدرات الأخرى، فخطط التعافي تشمل المراحل المعتادة والمتمثلة في العلاج الطبي والنفسي والتأهيل الاجتماعي.
ويركز الأطباء خلال تطبيق برامج علاج إدمان الأسبايس على الجزء النفسي بشكل أكبر، حيث يُسبب تعاطي وإدمان هذا المخدر الكثير من الاضطرابات النفسية كالاكتئاب.

ومخدر الأسبايس هو عبارة عن تركيبة نباتات عشبية مجففة لها روائح نفاذة شبيهة بروائح العطور والبخور، ويضاف لتلك التركيبة بعض المواد المخدرة الصناعية لتكون بمثابة المادة الفعالة بالعقار.

وتتنوع المواد المخدرة الصناعية التي تضاف للأسبايس، فقد وجدت الدراسات الطبية التي تناولت تلك الظاهرة بالتحليل والفحص أن من ضمن المواد المضافة للمخدر مادتي رباعي هيدروكانابينول، وهي شبيهة بمادة دلتا 9 تتراهيدروكانابينول الموجودة بنبات القنّب والمعروفة اختصارًا بـ “HTC”، وأيضًا GHW وهي مادة شديدة التأثير على الحالة النفسية والجهاز العصبي المركزي.

وتؤكد الدراسات الطبية أن مخدر الأسبايس وكونه أحد أنواع العقاقير الصناعية فإن أضراره تفوق بكثير المخدرات الأخرى كالحشيش والماريجوانا بعشرات المرات، فالمواد الفعالة الموجودة بالمخدر تؤدي لإتلاف خلايا المخ من جانب، وتدمر الجهاز العصبي المركزي من جانب آخر. كما تسبب هذه المواد الكثير من الاضطرابات النفسية والسلوكية، وربما ينتهي الأمر بالمتعاطين إلى الجنون أو الوفاة.

الأسبايس يثير المشكلات حول العالم:

خلال الفترة الأخيرة تسببت ظاهرة انتشار مخدر الأسبايس في إثارة عددٍ كبير من المشكلات بالعالم، فعلى سبيل المثال ونتيجة لأضرار المخدر فقد حذرت الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالمملكة العربية السعودية من تعاطي هذا العقار أو الترويج له.
وقالت الأمانة العامة للمخدرات السعودية إن المخدر يُسبب الكثير من المخاطر الصحية والتي ربما تنتهي بالوفاة، مهددةً حائزيه بعقوبة الإعدام إذا ما تكرر استخدامهم له، والسجن أو الجلد إذا كان التعاطي للمرة الأولى.

وفي بريطانيا حول الأسبايس شوارع بعض مناطق مدينة مانشستر الشهيرة لشوارع أشباح وذلك بعدما أنتشر فيها متعاطي هذا المخدر وهم يترنحون ويجسدون بأجسامهم حركات تشبه رقصات الزومبي.
وأثارت تلك المشاهد الفزع في نفوس السكان، وقد تدخلت الشرطة وألقت القبض على العشرات وأرسلتهم لتلقي العلاج اللازم بالمصحات والمستشفيات، وأصدرت الحكومة البريطانية قرارات فورية أدرجت من خلالها العقار ضمن جداول المخدرات، كما شددت العقوبات على التجار والمتعاطين.

الإنترنت السوق الكبير لترويج الأسبايس:

يُعتبر الإنترنت بمثابة السوق الكبير لترويج مخدر الأسبايس، حيث يستغل تجار هذا العقار وجود نسب غير قليلة من الشباب على شبكة المعلومات الدولية ويقومون بعمليات تسويق منتجهم القاتل.
ومن ضمن حيل التسويق التي يقوم بها تجار مخدر الأسبايس أنهم يروجون له باعتباره عشبًا طبيعيًا لا يسبب أية أضرار لمتعاطيه مثل الأنواع الأخرى الخطيرة على الصحة والمجرمة قانونًا.

الأسبايس لا يحتاج إلى مهربين:

ومن ضمن العقبات الهامة التي تقف في وجه السلطات المعنية خلال مكافحتها لانتشار المخدرات الصناعية ومن ضمنها عقار الأسبايس، أن تلك العقاقير تُصنع محليًا في بعض المعامل الخاصة، وبالتالي لا يحتاج الاتجار فيها إلى جلبها من الخارج والمخاطرة وما يمثله ذلك للأجهزة الأمنية من سهولة رصدها وتتبعها ومنع دخولها للبلاد.

لماذا ينجذب كثير من المتعاطين لمخدر الأسبايس؟

يؤدي تعاطي الأسبايس إلى حدوث تأثيرات قوية على مستخدميه، ومن ضمنها الإحساس بالنشاط والحيوية، كما قد يسبب بعض الأعراض الأخرى كالانفصال المؤقت عن الواقع والهلوسة، وهذه الآثار كلها جعلت منه المطلب الأول لدى المتعاطين خاصة الشباب والمراهقين، والذين يعرف عنهم حبهم للمخاطرة والخروج عن المألوف بسبب طبيعة مرحلتهم العمرية.

أعراض تعاطي الأسبايس:

نظرًا لكثافة المواد الفعالة الموجودة ضمن مكونات الأسبايس، فإن تعاطيه يؤدي لحدوث بعض الأعراض المُباشرة والتي منها:

  • حدوث تشنجات عصبية
  • القيء
  • السلوكيات العدوانية
  • فرط الحركة والنشاط الزائد
  • زيادة الرغبة الجنسية
  • فقدان الوعي
  • الهلوسة

أضرار تعاطي الأسبايس:

تشير الدراسات الطبية إلى أن إدمان مخدر الأسبايس ينتج عنه الكثير من الأضرار البدنية والنفسية، ومن بين تلك الأضرار:

  1. اضطرابات التنفس والتي تؤدي لصعوبات في التنفس
  2. تلف خلايا المخ ويؤدي ذلك لمشكلات صحية ونفسية لا حصر لها
  3. الإصابة بخلل في الإدراك نتيجة اختلاط حواس المتعاطي
  4. ضعف الذاكرة وتراجع مستوى التركيز
  5. الإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية والتي من أشهرها الاكتئاب
  6. الأعراض النفسية قد تتطور مع الجرعات المرتفعة وتتحول إلى مرض البارانويا
  7. احتمالات الوفاة المفاجئة نتيجة توقف عضلة القلب
  8. الإصابة بالفشل الكلوي

علاج إدمان الأسبايس :

تكمن المشكلة الأساسية في مسألة تعاطي وإدمان مخدر الأسبايس بأنه لا يمكن الكشف عنه من خلال تحاليل المخدرات التقليدية الموجودة بالمعامل الطبية، فنظرًا لاختلاف طبيعة المواد التي يتم البحث عنها لا تُظهِر العينات وجود أي آثار لمواد مخدرة.

ولا يعني ما سبق اليأس من أمكانية اكتشاف تعاطي العقار، حيث يستدل أطباء الإدمان والسموم على وجوده بطرق أخرى غير مُباشرة.
ويحتاج علاج إدمان الأسبايس لخطط متكاملة يتم تنفيذها داخل المراكز العلاجية المتخصصة، ولا يجوز على الإطلاق أن يُعالج المريض خارجها، ويرجع ذلك لخطورة الأعراض الانسحابية للمخدر والتي قد تدفعه لإيذاء نفسه أو ربما محاولة الانتحار خاصة إذا كان يعاني من أمراض نفسية متطورة بسبب التعاطي.

كما يتوفر بمراكز علاج إدمان الأسبايس جميع الإمكانيات ووسائل الراحة، والتي تساعد كثيرًا المريض على الاسترخاء خلال مراحل العلاج الأولى الصعبة.

وتبدأ خطوات عمليات علاج إدمان الأسبايس بإجراء فحوصات شاملة للمريض وإقناعه وتهيئته نفسيًا لتقبل العلاج والشفاء من مرض الإدمان وتحفيزه على الصمود بوجه المخدرات.

وبعد تهيئة المريض يبدأ تطبيق خطوات خطة علاج إدمان الأسبايس عمليًا وذلك عن طريق سحب السموم من جسمه تحت إشراف طبي كامل، وتستغرق هذه المرحلة ما بين أسبوع إلى أسبوعين، حيث يحدد تلك الفترة حالة المريض واستجابته للعلاج.
ويحصل المريض خلال المرحلة الأولى من  على بعض العقاقير الطبية ليتمكن من الاسترخاء وتحمل الألم، وكذلك مقاومة حالة اللهفة والاشتياق للمخدر.

كما يعالج المريض بالعقاقير أيضًا من الأمراض والاضطرابات النفسية التي يسببها تعاطي المخدر مثل الاكتئاب والذهان والبارانويا.
وفور انتهاء مرحلة علاج إدمان الأسبايس الأولى، تبدأ مرحلة العلاج النفسي والسلوكي، وخلالها يطلب الأطباء من المريض الإجابة عن بعض الأسئلة لاستخلاص التفاصيل المهمة عن حياته والملابسات التي دفعته للإدمان، بالإضافة لبعض الأمور الخاصة ببيئته الاجتماعية والعائلية.

ويفحص الأطباء للمعلومات السابق الإشارة إليها فإنهم يبنون منهجية مناسبة يمكن من خلالها تعزيز علاج إدمان الأسبايس وذلك عن طريق تحفيز المريض وتنبيهه لنقاط الضعف التي يعاني منها والتي إن أمكنه السيطرة عليها فلن يعود مرة أخرى لتعاطي المخدرات.

وتفيد جزئية العلاج النفسي كذلك في أنها تتيح للمريض استخدام ادواته الذاتية لمواجهة الأفكار الإدمانية بصفة عامة، فالإدمان نفسه عبارة عن مرض نفسي له أعراضه المميزة وهي عبارة عن أفكار منحرفة تدفع بالإنسان إلى الإسراف في استخدام بعض العقاقير أو تناول الطعام بشكلٍ مُبالغٍ فيه… إلخ.

وبنهاية العلاج النفسي يكون المريض قد أصبح مؤهلًا لحضور جلسات الإرشاد والدعم الاجتماعي، فيتعرف على حالات شفيت من مرض الإدمان ومرت بنفس ظروفه فيُصقل بالخبرات والأمل في تجاوز محنته والصبر عليها.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق