برامج إعادة التأهيلبرامج العلاج الدوائي

ايبوغايين وعلاج الادمان – Ibogaine

ايبوغايين وعلاج الادمان

ايبوغايين وعلاج الادمان .. تعددت في الفترة الأخيرة برامج العلاج، والطرق العلاجية التي طورت من طب الإدمان، وعلاج الإدمان من جميع أنواع المخدرات، وتطور الأساليب النفسية التي يمكن دمجها مع العلاجات التي تقوم على تعديل سلوك المدمنين، وعلاج الآثار السلبية التي تنتج من الإدمان، ومن الطرق المفيدة التي أثبتت كفائتها في علاج الادمان هو علاج إدمان المخدرات بمادة الإيبوغايين.

وفي هذا المقال نتناول عدة نقاط تفصيلية حول ايبوغايين وعلاج الادمان، حيث يتناول المقال خلال السطور القليلة القادمة أهمية ايبوغايين وعلاج الادمان، من حيث العديد من الجوانب، حيث نبدأ بعرض أهمية تلك المادة، وخصائصها في علاج الإدمان، ثم إستخدامها في مراحل العلاج المختلفة، والحديث عن برنامج ايبوغايين وعلاج الادمان، ومراحله المختلفة، والكثير من النقاط التي تعبر عن أهمية هذه الطريقة.

ما هي علاقة  مادة ايبوغايين وعلاج الادمان؟

قبل الحديث عن الجوانب المتعددة في أهمية ايبوغايين وعلاج الادمان، نتحدث عن تلك المادة، فهذه المادة التي تسمى الايبوغايين، مادة توجد بشكل طبيعي، يمكن استخراجها من بعض النباتات الاستوائية في المنطقة الوسطى في دول غرب أفريقيا وهذه النباتات تسمى ibog، وهذه المادة المستخلصة من تلك النباتات لها عدة تأثيرات، يمكن إستخدامها في علاج الإدمان، حيث تتميز تلك المادة ببعض الخصائص الهامة مثل:

  • خصائص ذات تأثير نفسي هام، وهذا ما جعل أهمية ايبوغايين وعلاج الادمان، في العلاج النفسي بعد الخطوات العلاجية في رحلة علاج الإدمان، وهو ما نتناوله خلال النقاط التالية.
  • تعتبر تلك المادة بديلاً آمناً للذين يعانون من إدمان بعض المخدرات مثل الهيروين والكوكايين ومواد الميثامفيتامين، وبعض الأدوية المخدرة المستخلصة من الأفيون مثل الميثادون وغيرها.
  • هذه المادة  تستطيع السيطرة على الجهاز العصبي بشكل إيجابي وذلك من أجل علاج الأمراض النفسية الناتجة عن الإدمان، بالإضافة إلى القلق المرضي والتوتر الزائد عن الحد، والاكتئاب، واضطرابات ما بعد الصدمة النفسية، وغيرها.

أهمية مادة ايبوغايين وعلاج الادمان خلال المراحل المختلفة:

يمكن استخدام مادة ايبوغايين في المراحل المختلفة لعلاج الادمان، حيث يمكن استخدامه في المواحل التالية خلال رحلة علاج الإدمان:

  • إستخدام هذه المادة كمخدر قوي للآلام التي يعاني منها الفرد المدمن الخاضع للعلاج، أثناء مرحلة علاج الأعراض الانسحابية، خاصة في حالات إدمان المواد الأفيونية والتي تعاني من أعراض انسحابية، حيث تقلل من تلك الآلام مع تقليل الرغبة القوية لتعاطي المخدرات.
  • علاج الأمراض النفسية والآثار النفسية السلبية التي يعاني منها المدمن الخاضع للعلاج، وذلك لأن مادة ايبوغايين لها أهمية كبيرة في العلاج النفسي الخاص باضطرابات نفسية ما بعد الصدمة، وتقليل القلق والتوتر العام، والذي يصيب المدمن خلال مراحل العلاج.
  • يتم دمج العلاج بهذه المادة مع مراحل الإدمان المختلفة، خاصة مع البرامج الأخرى التي تعتني بتنمية المهارات والسلوكيات الخاصة التي تخلص المدمن من الحياة القديمة المليئة بالسلوكيات المرتبطة بتعاطي المخدرات.

طريقة عمل برنامج ايبوغايين وعلاج الادمان:

قبل الحديث عن خطوات البرنامج العلاجي والذي يبين مادة ايبوغايين وعلاج الادمان، نتحدث تفصيليا عن المادة الأساس في هذا البرنامج، حيث تعمل هذه المادة على ضبط المسارات الهامة في خلايا الدماغ، حتى تقوم بإعادة الضبط وبالتالي تقليل الشعور بالمتعة والنشوة التي تقدمها تأثيرات المخدرات.

كما تقوم مادة ايبوغايين ibogaine على أن الأنظمة الطبيعية في الدماغ تعود إلى شكلها الصحيح والطبيعي مرة أخرى، كما تعمل تلك المادة والتأثيرات الناتجة عنها في خلايا الدماغ، بحيث تؤثر خصيصاً على الخلايا العصبية وضخ بعض المواد الكيميائية والتي تساعد بالضرورة على إعادة الضبط الطبيعي لها، وبالتالي تؤدي إلى تقليل الرغبة في إدمان المخدر، وهو الهدف الرئيسي للبرنامج العلاجي.

أما عن الحالات المثالية التي يقوم يعتني بها برنامج ايبوغايين وعلاج الادمان، هي حالات إدمان الأفيون والهيروين بشكل خاص، وذلك لعدة أسباب تتعلق بطبيعية هذه المادة حيث تعتبر بديلاً جيداً وآمناً لتأثير الأفيون والهيروين، وهو ما يعمل على علاجه داخل خلايا المخ والجهاز العصبي المركزي، وهو ما يمكن إستخدامها في علاج الأعراض الانسحابية.

إلا أن الحالات المثالية ليست فقط في علاج الأفيون والهيروين، بل أثبتت الدراسات المختلفة أن ايبوغايين يمكن دخوله في علاج حالات إدمان الكحول والخمور ومواد الميثامفيتامين والكوكايين و حالات إدمان الكراك، هذا بجانب إلى علاجها لإضطرابات الصدمة والقلق والتوتر والآثار السلبية لإدمان المخدرات.

خطوات برنامج ايبوغايين وعلاج الادمان:

يتميز برنامج ايبوغايين وعلاج الادمان، أنه ليس برنامجاً مقيداً مثل العديد من برامج علاج الادمان، بل هو من البرامج المرنة التي يمكن الاستفادة منها في العديد من الخطوات مع إمكانية دمجه مع البرامج الأخرى لعلاج الادمان، وفي الخطوات التالية التي نذكرها، نتحدث عن المادة العلاجية مدمجة مع البرامج الأخرى العادية:

  • الخطوة الأولى والتي تستمر عدة أيام ما بين الفحص الشامل والكشف عن نوع المخدر ودرجة الإدمان عن طريق التحاليل الخاصة، ثم معرفة الحالة الوظيفية للجسم، وهي خطوة مهمة لتحديد خطوات العمل بعد ذلك، من حيث إستخدام بعض العلاجات الدوائية التي يمكن أن تناسب الفرد الذي يعاني من بعض الآثار السلبية على المستوى العضوي، لذلك تعتبر هذه المرحلة ضرورية وهامة لوضع الخطة العلاجية.
  • الخطوة الثانية وهي خطوة هامة لبداية العلاج بمادة ايبوغايين، حيث مرحلة علاج الآلام المصاحبة للأعراض الانسحابية، والتي تعتبر من أخطر المراحل العلاجية التي تمر على المدمن الخاضع للعلاج، وهنا تأتي أهمية تلك المادة في تخدير الجهاز العصبي المركزي، والتحكم به بشكل كبير، وتقليل الرغبة والاشتياق إلى المخدرات خاصة في الحالات التي ذكرناها سابقاً وهي حالات إدمان الأفيون والهيروين والكحول والميثادون وغيرها.
  • الخطوة الثالثة، والتي تبين أهمية تلك المادة بشكل كبير، وهي خطوة العلاج النفسي، وذلك بسبب إستخدام مادة ايبوغايين، بشكل رئيسي في علاج الاضطرابات النفسية والقلق والتوتر وغيرها من الآثار السلبية التي تظهر أثناء خطوات العلاج المختلفة، إلا أنه يمكن دمج العلاج بتلك المادة مع العلاج النفسي الطبيعي الذي يوجد في العديد من البرامج العلاجية التي تعتمد على الاستشارات الفردية والجماعية وبرامج ما بعد التعافي ومنع الانتكاسة والعودة مرة أخرى إلى إدمان المخدرات وغيرها من البرامج.
وبالرغم من أهمية ايبوغايين وعلاج الادمان، وتلك الخطوات السابقة تبين تلك الأهمية إلا أن هناك بعض الدراسات التي تؤكد أن تلك المادة المستخلصة من نباتات غرب أفريقيا لا تجدي نفعاً في بعض الأحيان، فما هي يا ترى تلك الأحيان التي لا ينفع فيها هذا الدواء، وذلك خلال النقطة التالية التي تتحدث عن أضرار ومحاذير تلك المادة.

ايبوغايين وعلاج الادمان.. دراسات تؤكد خطورته:

من المعروف أن كل دواء يتم تصنيعه له من الفوائد الجمة، وأيضاً الأضرار الخطيرة، وهذا ما ينطبق على مادة ايبوغايين، حيث أكدت بعض الدراسات الخاصة في كل من الولايات المتحدة وسويسرا وبلجيكا، التي أكدت خطورة تناول هذه المادة، وفي العرض التالي نتحدث عن تلك الدراسات وأهم النتائج التي برزت حولها، ثم إلقاء الضوء على العوامل التي تزيد من خطورة تلك المادة أثناء علاج الادمان، ثم النصائح التي يجب إتباعها حول إستخدام هذه المادة أثناء علاج الإدمان، وذلك خلال النقاط التالية:

  • أكدت دراسة امريكية تابعة لجهات طبية عديدة أن إستخدام تلك المادة لابد وأن تندرج تحت بند الأدوية الخطرة وشديدة الخطورة، وهذا مادفع جهات طبية عديدة في الولايات المتحدة الأمريكية وضع الدواء في التصنيف عالي الخطورة في جدول الأدوية المحظورة التي لابد من وصفة دقيقة لصرفها في المستشفيات والمصحات العلاجية.
  • دراسات في كل من سويسرا وبلجيكا، أكدت ما رمت إليه الدراسة الأمريكية أيضاً حيث صنفت الدواء، انه من الأدوية عالية الخطورة، وأن إستخدامها بدون إشراف طبي دقيق يجعلها في عالية الإساءة الصحية، وهو ما أدى إلى وضع عدة محاذير في الدولتين على إستخدام الدواء منها الإشراف الطبي والفحص الدقيق قبل الاستخدام.
  • هناك بعض التقارير قدرت أن مادة ايبوغايين، تستخدم بكثرة بسبب حظره في بعض الدول، وجعله في المصحات العلاجية غير المعروفة أو المشهورة في بعض الدول، إلا أنه يجب وضع نقطة في غاية الأهمية وهو أن هذه المادة فعّالة وضرورية في بعض الأحيان، بالرغم من محاذير الدول عليها وهذا لا يعني تناقضاً في الأمر وهو ما نحاول توضيحه من خلال النقطة التالية.

اهمية الاشراف الطبي لدواء ايبوغايين وعلاج الادمان:

بالرغم من الدراسات السابقة والتي يمكن أن تجعل المدمنين او القائمين على علاج الإدمان يخشون من إدخال تلك المادة في البرامج العلاجية المختلفة في علاج الإدمان، إلا أن هناك أهمية قصوى كما وضحنا في النقاط السابقة لإستخدام تلك المادة، وهذا الأمر لا يبدو متناقضاً.

وذلك بسبب أن جميع المواد الطبية سلاح ذو حدين، وان إساءة الاشراف في غالب الأحيان، في المتسبب الأول والأخير في ظهور مخاطر تلك المواد، لذلك نحاول من خلال النقاط التالية إلقاء الضوء على أهمية الإشراف الطبي على إستخدام تلك المادة في العلاج:

  • قبل إستخدام تلك المادة لابد من الفحص الشامل والضروري لجميع وظائف الجسم، خاصة القلب والكبد، لأنها من الأعضاء التي تتأثر سلبياً من إستخدام تلك المادة، ففي حالة وجود خلل معين في تلك الوظائف لا يمكن إستخدام هذا الدواء في علاج الادمان أو علاج الأمراض النفسية.
  • بعد الفحص يجب وضع منهجية للتعامل مع هذا الدواء، ووضع محاذير عديدة على الجرعات المناسبة في الوقت المحدد، ومن خلال عدة عوامل تتعلق بوظائف جسم المريض، ووزنه، وحالة ودرجة الإدمان، ونوع المخدر الذي أدمنه المدمن الخاضع للعلاج.
  • إستخدام تلك الخطوات من جانب المصحات العلاجية والأطباء، ضرورية بشكل كبير للبعد عن مخاطر إستخدام هذه المادة.

وفي النقطة الختامية التالية نلقي الضوء على محاذير إستخدام، والآثار الصحية الخطيرة التي يمكن أن تظهر في حالة الاستخدام غير الطبيعي والبعيد عن الإشراف الطبي كما وضحنا في النقاط السابقة، وهذه المحاذير نتناولها من خلال النقطة التالية.

تحذيرات استخدام ايبوغايين وعلاج الادمان:

  • يؤدي إستخدام تلك المادة بدون إشراف طبي دقيق إلى مخاطر تباطؤ القلب، ومشاكل صحية في الكبد من حيث الوظائف الهامة له.
  • مخاطر الوفاة في حالة إستخدام مادة ايبوغايين، بخلطها مع المخدرات المختلفة، وذلك في حالة إستخدامه في بيئة غير طبية، أو بيئة إدمانية بعيدة عن أي علاج في المصحة أو المستشفى.
  • مشاكل صحية في جميع أعضاء الجسم، في حالة زيادة الجرعات، بدون الالتفات إلى الحالة الوظيفية للجسم، ووجود أمراض مزمنة سابقة قد تعيق إستخدام تلك المادة، وهو ما يبين أهمية الإشراف الطبي الدقيق أثناء خطوات العلاج المختلفة.

وبالرغم من المحاذير والمخاطر التي تناولناها خلال النقاط السابقة، إلا أنه يبقى في النهاية التأكيد على أهمية  ايبوغايين وعلاج الادمان، وذلك تحت إشراف طبي هو من يتحمل وضع جرعات المادة والدواء بدقة شديدة، مع دمجه مع البرامج العلاجية الهامة الأخرى في علاج الإدمان.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق