برامج إعادة التأهيلبرامج العلاج الاجتماعي

برنامج علاج الإدمان للمراهقين

علاج الإدمان للمراهقين

علاج الإدمان للمراهقين تعتبر فئة الشباب والمراهقين من أخطر الفئات العمرية والتي تتعرض للإدمان، نظراً للعديد من العوامل الإجتماعية والإقتصادية التي تقود هؤلاء إلى طريق الإدمان المدمر، لذلك كان من الاهمية أن يضع الأطباء والمعالجين خطط للعلاج والوقاية من الإدمان لهذه الفئة دون غيرها، وذلك بسبب اهمية الشباب في المجتمع، وتوسع ظاهرة الإدمان بينهم.

لذلك نتناول في هذا المقال الحديث عن برنامج علاج الإدمان لهذه الفئة، والعوامل الضرورية لمدى نجاح برنامج علاج الإدمان للمراهقين، وخطوات العلاج السليمة، بالإضافة إلى محاور هذا البرنامج الذي وضعها الأطباء من أجل علاج المراهقين، والتي نعرف أنها من أخطر المراحل العمرية في التعامل والاحتواء، وأخيراً دور الأسرة في علاج الأبناء المراهقين ووقايتهم من إدمان المخدرات، وذلك خلال النقاط التفصيلية في السطور القليلة القادمة.

 

منهج برنامج علاج الإدمان للمراهقين:

وضع الأطباء بعض الخطوات الضرورية والتي تعرف بمنهج العمل في برنامج علاج المراهقين، والتي لابد من لمرور عليها جميعا لكي نتأكد من مدى نجاح هذا البرنامج في علاج المراهقين والشباب في مقتبل العمر، وفي النقاط التالية نوضح أهم تلك الخطوات:

الوقاية خير من العلاج:

  • في بداية الأمر فإن الوقاية من الدخول في تلك التجربة المدمرة للمراهين هو أسلم الحلول وأفضلها من العلاج الذي يستمر فترات طويلة وقد يفشل في النهاية، لذلك تبدو الوقاية مرحلة اولية في العلاج، وقد لا يتعدي الأمر إلى المراحل الأخرى في هذه الرحلة ويتوقف عند مرحلة الوقاية.
  • وتعتمد مرحلة الوقاية بالتوعية الصحيحة من أخطار المخدرات، وعدم التعاطي، وتقوية الوازع الديني والأخلاقي من أجل عدم الدخول في رحلة التعاطي ومن ثم الإدمان، كما تعتمد أيضاً الوقاية ملأ الفراغ في حياة المراهق وذلك بممارسة الرياضة او الهوايات المحببة إلى جانب البعد عن الأصدقاء الذين لهم من الدور الخطير في حياة كل مراهق.
  • ويعتبر دور الوقاية موسعاً أيضاً وغير مقتصراً على هذه الامور السابقة بل يتعدى الامر لمن دخلوا في بدايات تجربة تعاطي المخدرات، ووقايتهم بأن يبتعدوا على الفور من خلال مراقبة سلوكهم والتأثير فيهم وإقناعهم من أجل الإبتعاد، وهنا تتوقف مرحلة الوقاية، أما الخطوات الأخرى في العلاج فتبدو منطقية في حالة التوغل في تجربة الإدمان من التعاطي إلى الإدمان الفعلي وعدم الاستغناء عن المخدرات والاعتماد الكلي عليها.

مراحل العلاج الدوائي:

وهي مراحل علاجية مشتركة في جميع البرامج التأهيلية في علاج الإدمان ولا تختلف كثيراً في جميع الحالات، إنما تختلف في المدة والأسلوب من حالة إلى حالة أخرى، وفي حالة برنامج علاج الإدمان للمراهقين، لا يختلف الأمر كثيراً فيبدأ المراهق المدمن في هذه المراحل بالترتيب التالي وهو :

  • مرحلة تنقية الجسم من سموم المخدرات والتي يعتمد على بروتوكول علاجي خاضع لإشراف طبي كامل حسب الحالة الوظيفية ودرجة الإدمان وعوامل أخرى كثيرة، وتستمر هذه المرحلة الاولى ما يقرب من 5 أيام.
  • ثم المرحلة التالية وهي علاج الأعراض الانسحابية والتي تستمر أسبوعين ويستخدم فيها الأطباء العديد من الأدوية المهدئة والتي تناسب حالة المراهق، ثم مرحلة العلاج والتأهيل النفسي والسلوكي والتي تستمر عدة شهور.

تغيير سلوك المراهق:

تعد من أهم مراحل برنامج علاج الإدمان للمراهقين، لأنها تستهدف سلوك المراهق، وتغيير العوامل البيئية والتربوية والسلوكية في تربية هذا المراهق، وهذه المرحلة يجب أن يكون للأسرة دوراً كبيرا في العلاج والإحتواء العاطفي والنفسي للمراهق كي يصل لمرحلة التعافي والشفاء النهائي من الإدمان.

تستمر هذه المرحلة فترة طويلة قد تستمر عدة شهور، ولكن لا توجد مدة مثالية لها لأنها تعتمد على مدى تقبل المراهق للعلاج، كما تعتمد على دور الأسرة أيضاً، لذلك قد تطول او تقصر هذه المرحلة.

 

دور الأسرة في برنامج علاج الإدمان للمراهقين:

من المعروف أن الفترة العمرية من سن 10 سنوات حتى 18 عاما هي من أخطر المراحل العمرية في حياة كل إنسان، لأنها تتشكل فيها الملامح الأساسية والرئيسية للشخصية، ومدى نجاح وإجتياز هذه المرحلة بسلام.

يجعل الإنسان في مرحلة سوية أخلاقياً وتربوياً في المستقبل، لذلك يتعرض المراهق لعدة عوامل سواء عضوية او نفسية تحتاج من الأب والأم المراقبة الضرورية والرعاية والحب والاحتواء والصداقة بينهم وبين هذا المراهق.

لذلك يبدو أي خلل من الأسرة تجاه المراهق، هو مؤشر وعامل كبير للإدمان أو ارتكاب العادات الأخلاقية السيئة، وفيما يلي بعض الخطوات الهامة التي يجب على الأسرة إتخاذها في مسائل الوقاية والعلاج من المخدرات:

دور الاسرة في الوقاية من الادمان:

التوعية:

وذلك بتربية المراهق على ضرورة البعد عن أصدقاء السوء والتجارب السيئة التي تؤدي به إلى التهلكة والأخطار الصحية، وضرورة تقوية الوازع الديني والأخلاقي وهذا عامل مساعد و قوي للبعد عن هذه التجربة.

المراقبة:

وذلك عن طريق مراقبة المراهق وتحركاته وأصدقاء وزملاء الدراسة والجيران، وليس معنى المراقبة ان تتم بعدّ أنفاس المراهق، فذلك سيؤذيه نفسياً، إنما متابعته ومعاملته كصديق يحكي عن مشاكله وآلامه لوالديه.

التأثير في سلوكه:

وذلك عن طريق الحث على ممارسة الرياضة وملأ فراغه بالأنشطة والهوايات المحببة إلى نفسه، وتشجيعه على الإنجازات الشخصية سواء في مراحل التعليم، أو مجالات يحبها مثل الكتابة او الموسيقى أو الرسم وغيرها، وهذا لا شك يبني شخصية المراهق، ويجعله مستعداً للحياة المستقبلية بعيداً عن المشكلات، إلى جانب تدريبه على طريقة منطقية لحل مشكلات الحياة وعدم الهروب منها.

 

دور الاسرة في التعافي من الادمان:

هذا بالنسبة للوقاية من الإدمان، أما في حالة الدخول إلى مرحلة الإدمان، فهناك بعض الخطوات الضرورية التي يجب على الأسرة إتخاذها وهي:

معرفة الأسرة علامات التعاطي:

وهي خطوة ضرورية من أجل كشف إدمان المراهق ومن ثم بداية العلاج الدوائي له وعدم التوغل في مراحل متقدمة من الإدمان، وهذه العلامات في المظهر والسلوك، فعلى سبيل المثال هناك بعض العلامات مثل

  • احمرار العين.
  • عدم الإهتمام بالملابس.
  • إنخفاض سريع في الوزن.
  • شحوب الوجه.
  • وجود بعض الحروق في يديه، او علامات وخز الأبر على ذراعيه.
  • أما من حيث السلوك، لاالعصبية الزائدة، اللامبالاة.
  • علامات الحزن والإكتئاب، إلى جانب العزلة الدائمة.

ففي حالة الشك عن طريق هذه العلامات يجب التحرك الفوري في علاج المراهق.

الاحتواء والإقناع:

لابد من التعامل الحذر من الابن المراهق بضرورة إحتوائه والتعاطف معه بدلاً من تعنيفه، والحل بهدوء حتى لا يتفاقم الأمر، وذلك من خلال إقناعه بضرورة التوقف وبداية العلاج، والخروج من دائرة الإدمان سريعا.

بداية العلاج الدوائي والنفسي:

سواء الذهاب إلى طبيب متخصص أو العلاج المنزلي تحت إشراف أطباء ومعالجين لابد من الدخول في مراحل العلاج الحقيقي سواء الدوائي او النفسي، وإتخاذ جميع الإجراءات الطبية الصحيحة التي من شأنها تسرّع من عملية العلاج، كما يجب التواصل بين الأطباء والأسرة في هذه المراحل لكي تعرف الأسرة دورها بإنضباط في عودة الابن للحياة الطبيعية مرة أخرى.

لا يختلف برنامج علاج الإدمان للمراهقين عن أي برنامج تأهيلي آخر، سوى ضرورة تنفيذه على اكمل وجه، نظراً للمرحلة السنية الخطرة التي يعاني منها المراهق، وتداخل مسائل التربية والرعاية بمسائل اخرى ضرورية في هذا البرنامج العلاجي مثل الوقاية وتغيير السلوك، وهذا ما اعطى لهذا البرنامج أهميته بين جميع برنامج التأهيل الأخرى.

 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق