ادمانات حياتية

مراحل علاج ادمان الشيشة

علاج ادمان الشيشة

يعتبر تدخين الشيشة من العادات المنتشرة خلال الفترة الأخيرة، فقد زاد عدد جمهور تدخين الشيشة في السنوات الأخيرة، مع تنوع شرائح من المجتمع في الإقبال عليها، من رجال ونساء، وشبان وفتيات، حتى الأطفال لم يبعدوا عن هذه العادة، ونجدها في جميع الدول سواء العربية أو حتى الأوربية، كطقس وثقافة مختلفين عن الثقافات المحلية، بل إن هناك تنوع وتطور في شكل الشيشة، حيث لم تقتصر فقط على الشكل التقليدي لها، بل أمتدت حاليا لما يعرف الشيشة الألكترونية والتي تنتشر في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا ومنها إلى الدول العربية وغيرها.

وإذا تركنا تدخين الشيشة من حيث تنوع الفئات التي تدخنها أو أماكن انتشارها، وذهبنا إلى المخاطر التي تنتج عن الشيشة، نجدها متعددة، وتشكل تهديداً كبيراً لصحة الإنسان، من خلال الأمراض التي تنتج عنها، حيث تعتبر الشيشة أقوى بمقدار مائة ضعف من تأثير السجائر، حيث قدرت بعض الدراسات أن مقدار دخول النيكوتين في الجسم في حالة تدخين الشيشة، أشد خطراً من دخوله في حالة السجائر، ومن هنا جائت أهمية التوعية بخطر الشيشة، وطرق علاج إدمان الشيشة، وهو ما يتناوله هذا المقال من خلال النقاط التالية:

مخاطر إدمان الشيشة حافز للعلاج:

ينتج عن تدخين الشيشة العديد من المخاطر التي تدفع الفرد لضرورة العلاج من هذا الإدمان، وذلك بسبب أن دخان الشيشة يؤدي إلى العديد من الأمراض التي تصيب الإنسان، والتي تعتبر بمثابة الهلاك المحتوم له، ومن هذه الأمراض:

أمراض الدم والقلب:

يعتبر الدم المتأثر الأول بدخان الشيشة، وذلك بسبب النسبة الكبيرة من النكوتين التي تتدفق إلى الدم، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى تأثر العديد من أعضاء الجسم المختلفة مثل القلب، أما عن الدم، فيصاب بتصلب الشرايين، وتضييقها، وعدة تغييرات في الجهاز الدوري للإنسان، مما يؤدي للعديد من الجلطات سواء في دورة الإنسان الدموية أو القلب، هذا إلى جانب التعرض للسكتات الدماغية، أما القلب، فيؤثر دخان الشيشة على عضلة القلب فيعمل على إضعافها، وتلفها بشكل كامل مع الوقت، بالإضافة إلى الجلطات القلبية.

هذا وقد اثبتت دراسة أمريكية، أن دخان الشيشة القوي والذي يحتوي على نيكوتين أعلى من السجائر له ضرر كبير على القلب، حيث تشكل أمراض القلب نسبة عالية من الوفيات حول العالم قدرتها الإحصائيات بنحو ثلاثة ملايين شخص، وكانت نسبة لا بأس بها من سبب هذه الأمراض دخان الشيشة.

الإصابة بالأمراض المعدية:

حيث تعتبر طريقة تناول الشيشة مضرة للغاية، لأنها ينتج عنها التعرض للأمراض المعدية، بسبب انتقال الشيشة من فم إلى فم آخر، وهو ما يحفز إنتشار الجراثيم والبكتيريا الضارة، وانتقالها بشكل سريع إلى الدم أم الجهاز الهضمي أو التنفسي، مشكلاً خطراً وضرراً على باقي أعضاء الجسم.

الإصابة بالسرطان:

أكدت العديد من الدراسات الطبية، أن دخان الشيشة ينتج عنه بعض السرطانات الخطيرة مثل سرطان الرئة والمعدة والفم والمرىء، وغيرها من السرطانات، وذلك بسبب الزيادة الكبيرة في مقدار النيكوتين في الدم.

الضعف العام والشيخوخة:

ينتج عن إدمان الشيشة، و تناولها لفترات كبيرة من عمر الإنسان إلى الشيخوخة المبكرة، والضعف العام في الجسم، وظهور العديد من التجاعيد في سن مبكرة في اليدين والوجه، وهذا من أضرار بقاء مادة النيكوتين في الدم لفترة كبيرة.

الضعف الجنسي:

في بعض الحالات، يشكل دخان الشيشة، إلى الضعف الجنسي، عن طريق التأثير في تدفق الدم في العضو الذكري، مما يشكل خطر عدم الانتصاب السليم، والعجز الجنسي الكامل، إلا أن الدراسات لم تذكر أنه خطر شامل ، فهو في نسبة من المدمنين فقط دون غيرها.

علاج إدمان الشيشة ممكن.. ولكن:

هناك العديد من التساؤلات حول إمكانية علاج إدمان الشيشة، وهل هو من الصعوبة بمكان بحيث لا يمكن الإقلاع عن الإدمان في وقت قليل؟
والحقيقية أن الإجابة عن هذه التساؤلات تتطلب عدة أمور، يجب معرفتها، كي تكون الصورة واضحة لمن يريد علاج إدمان الشيشة ومنها:

  • الرغبة والإرادة في علاج إدمان الشيشة، فالكثير من الناس يريدون علاج أنفسهم من هذا الإدمان، ولكن يفتقرون إلى العزيمة والإصرار والرغبة القوية في الإبتعاد عن إدمان الشيشة.
  • ضرورة التوعية بأخطار دخان الشيشة والنكوتين على أعضاء الجسم المختلفة، خاصة الأمراض الكثيرة والخطيرة، التي تؤدي إلى الوفاة، فهذه الأخطار لا شك أنها ستقوم بتحفيز المدمن لكي يبدأ في العلاج.
  • ضرورة معرفة أن علاج إدمان الشيشة ممكناً وسهلاً، ربما يعتبر أسهل من علاج ادمان تدخين السجائر، كما أن معدل رجوع الرئتين إلى الحالة الطبيعية بعد علاج الادمان قد تصل إلى شهور معدودات، بعدها يتمتع المتعافي بصحة جيدة وطبيعية للغاية.
  • معرفة أن التخلص من الادمان عموما، يشعرك بالحرية والصحة وتوفير المال، وهذا لا شك فيه ينطبق على الشفاء من الإدمان عموما، والشيشة على وجه الخصوص.

لذلك يعتبر علاج إدمان الشيشة ممكناً ويسيراً إذا توافرت هذه الأمور عند المدمن، أما عن الوقت المطلوب لمراحل العلاج، فهي بلا شك لا تعتبر ثابتة أو مثالية، بل أنها تختلف من شخص لآخر، حسب الرغبة وإتخاذ القرار، ومدى نجاح الشخص في خطوات العلاج السليمة، أما عن طرق ومراحل العلاج، نوضحها من خلال النقطة التالية.

مراحل علاج إدمان الشيشة:

تبدأ رحلة العلاج بالقرار الخاص بضرورة العلاج من الإدمان، ثم تأتي بعدها باقي المراحل تباعاً، ونفصلها من خلال النقاط التالية:

  • استشارة الطبيب

    وتعتبر هذه أولى الخطوات، من أجل وصف بعض الأدوية الخاصة بعلاج ادمان النيكوتين، وتخفيف الأعراض الانسحابية، فهناك بعض الأدوية مثل لاصقة النيكوتين، وما يسمى علكة النيكوتين وغيرها، وتعتبر أدوية هامة من أجل علاج إدمان الشيشة وتخفيف الرغبة في تعاطيها، ويجب تناول تلك الأدوية تحت إشراف الطبيب، الذي يصف الدواء المناسب لكل حالة على حدة.
  • تغيير أسلوب الحياة

    وهذه طريقة من طرق العلاج والتأهيل النفسي، وتعتبر في غاية الأهمية، وذلك لأن تناول الشيشة أو السجائر مثل الروتين اليومي، لذلك على مدمن الشيشة ان يغير روتينه اليومي، ويقوم بتخصيص الوقت الذي كان مخصصا لتعاطي الشيشة، في أشياء أكثر إفادة، مثل الخروج مع الأصدقاء، أو ممارسة الرياضة، القضاء وقت أطول مع العائلة، أو التنزه في الحدائق العامة والأماكن المفتوحة عموما، كي تستنشق هواء نظيف، وتجنب الأماكن المغلقة، وبالطبع التخلص من الشيشة المتواجدة في المنزل، إذا كنت من هواة تدخين الشيشة في البيت، وهذه خطوة لابد من فعلها سريعاً بعد القرار.
  • تقوية الوازع الأخلاقى والدينى

    حيث من المعروف أن تدخين الشيشة، أو السجائر هناك من الفتاوى الدينية، قامت بتحريمها لأنها تهلك الإنسان من الناحية العقلية والجسدية، والنفسية والإجتماعية، لذلك يجب تذكر دائما هذه النقطة كي لا تعود مجددا إلى ادمان الشيشة، و حتى تقوي عزيمتك من أجل العلاج، كما لابد من الإستعانة بالواجبات الدينية مثل صيام رمضان، والذي يساعد كثيرا للتخلص من التدخين عموما، وأيضاً صيام الأثنين والخميس، وغيرها من الواجبات الدينية الاخرى.
  • الابتعاد عن شرب المشروبات الغنية بالكافيين

    وذلك لأنها تحفز المخ على التدخين، خاصة إذا كنت قبل العلاج تدخن الشيشة مع شرب القهوة على سبيل المثال، فيجب التخفيف من شرب هذه المشروبات واستبدالها بالعصائر الطازجة، والمياه وغيرها من السوائل المفيدة للصحة.
  • اختر المقاهي التى لا تقوم بتقديم الشيشة

    فلو كنت من هواة ارتياد المقاهي لعدة أيام في الأسبوع، فيجب عليك أن تذهب إلى مقهى لا يقدم الشيشة، وتعتبر متوفرة الأن، أو على الأقل ركن لعدم التدخين يوجد في بعض المقاهي.
  • البعد عن الأصدقاء الذين كانوا يدخنون الشيشة

    وذلك من أجل عدم الرجوع مرة أخرى، وعدم تشجيع هؤلاء الأصدقاء على تدخين الشيشة مرة اخرى.
  • التعرف على تجارب الآخرين في مراحل العلاج المختلفة

    وذلك من أجل تحفيز الشخص على الإقلاع نهائيا عن تدخين الشيشة.

في النهاية يجب أن نوضح أن الشيشة تعتبر من الادمانات الحياتية المنتشرة جدا بين فئات كثيرة من المجتمع، وربما لا يتوقعون خطرها الكبير على الصحة العامة، فالكثير من الناس يعتقد أنها ليست خطراً مثل السجائر، وهذا خطأ شائع وقع فيه كثير من مدخني الشيشة حتى وجدوا أنفسهم بين براثن إدمانها، لذلك كان هذا المقال جرس إنذار لضرورة العلاج الفوري والإقلاع عن تدخين الشيشة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق