برامج إعادة التأهيلبرامج العلاج المعرفي

برنامج إعادة التأهيل الإقامة الكاملة بعلاج الادمان

برنامج إعادة التأهيل الإقامة الكاملة

مفهوم إعادة التأهيل:

المقصود من إعادة التأهيل هنا هو محاولة إعادة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أو سلوكية و كذا الذين يعانون من الإدمان على المخدرات إلى الحياة الطبيعية دون ضغوطات أو مشاكل و إبعادهم عن المحيط الذي كان سببا في ولوجهم عالم الإدمان كالأصدقاء المدمنين و الظروف الاجتماعية وتأهيلهم عن طريق الجلسات الإرشادية الفردية و الجماعية حيث يكون التعامل مع الوسط الخارجي بعيد عن المخدرات و السموم التي هي أصلا سببا في فصل الشخص عقليا ونفسيا عن محيطه الاجتماعي.

برنامج إعادة التأهيل الإقامة الكاملة:

لا يمكن للمدمن على المخدرات أن يقلع عنها و العودة إلى الحياة الطبيعية ما لم تتوفر له بعض الشروط المناسبة لذلك، طالما أن أسباب الإدمان على المخدرات باقية سيبقى مدمنا. لذا لابد أن تنطلق مسيرة علاج الإدمان من برامج إعادة التأهيل التي أثبتت نجاعتها في إعادة المدمن إلى الحياة الطبيعية من خلال تسطير برامج شاملة تهدف إلى التكفل السليم بالنواحي السلوكية والنفسية للمدمن وجعله يتعاطى مع واقعه المر ويسعى للتخلص منه، و تتضمن تلك البرامج أنشطة مختلفة ثقافية وترفيهية ورياضية تلائم رغبة كل شخص وميوله. بالإضافة إلى الجلسات المتنوعة الفردية والجماعية حيث تشمل الجلسة الأشخاص الذين يعانون من نفس المشكل.

برنامج إعادة التأهيل الإقامة الكاملة هو ذلك المكان المجهز بمعدات خاصة و المهيأ لاستقبال المضطربين نفسيا وسلوكيا والذين وقعوا فرائس في براثن الإدمان، و يشرف عليه مختصون في هذا المجال دورهم تقديم الإرشادات والعلاجات النفسية بطريقة علمية ومساعدة الحالات المرضية على العودة إلى الحياة الطبيعية وضمان اللاعودة إلى الإدمان مجددا وما يصاحبه من حالات نفسية كالاضطراب في السلوك و الاكتئاب والعدوانية.

 

أهداف برنامج إعادة التأهيل الإقامة الكاملة:

في حقيقة الأمر أن الإدمان بشتى أنواعه يخلق في نفسية المدمن حالة من الخوف و انعدام الثقة في نفسه و ميله إلى الخمول و الكسل أحيانا و إلى العدوانية أحيانا أخرى. فالإدمان يكون سببا في ظهور شخصية مختلفة للمدمن قبل الإدمان.

وهنا يكمن دور برنامج التأهيل حيث يعيد المختص النفساني المدمن إلى شخصيته الحقيقية التي فقدها خلال الإدمان أو يساعده على خلق شخصية جديدة أفضل من السابقة حيث يكون قادرا على التأقلم مع المجتمع وظروفه دون اللجوء إلى الإدمان. كما تساعده أيضا النشاطات التي يعدها البرنامج التأهيلي في التحكم في سلوكه وضبط أحاسيسه وأفكاره وتمكينه من العيش مع المجموعة ضمن قواعد منظمة يسودها التعاون والعطاء.

يتمكن المدمن أو المريض نفسيا من تحديد الأفكار غير الصحيحة والسلبية وطريقته في التعامل مع المشكلات وبالتالي يتدرب على ضبط سلوكه الانفعالي والجسدي وانفعالاته العاطفية من خلال الجلسات الفردية أو الجماعية و من ثم تجري إعادة تشكيل الأفكار السلبية و معالجتها تدريجيا وفق تدرج زمني محدود .

ومن حيث أن المدمن افتقد إلى الانضباط في حياته فإن الهدف من إنشاء مراكز إعادة التأهيل هو توفير بيئة مغايرة تؤدي إلى تغيير النظرة العامة للحياة و بالتالي الابتعاد عن المثيرات التي تدفع بالمدمن إلى الشعور بالرغبة في تناول المخدرات و غيرها من السموم.

 

مميزات برنامج إعادة التأهيل الإقامة الكاملة:

يتميز برنامج إعادة التأهيل الإقامة الكاملة بكونه دائما على أهبة لاستقبال الحالات المختلفة التي تستوجب العلاج على مدار السنة حيث تعمل في كل الأوقات وفي كل الظروف، ويشرف عليها مختصون في المجال النفسي وأطباء أكفاء يتواجدون باستمرار في المراكز، حيث يعكفون على متابعة حالة المرضى حالة بحالة على مدار الساعة وتقديم لهم العناية النفسية والمعنوية ، وتستمر العناية والمتابعة بعد فترة العلاج والعمل على منع حدوث الانتكاسات والعودة إلى الإدمان مجددا.

كما يعمل برنامج إعادة التأهيل الإقامة الكاملة على خلق برامج متكاملة تندرج ضمنها النشاطات الرياضية والتثقيفية والترفيهية والغرض منها محاولة إخراج المريض من حالة الكسل والركود المصاحبة للإدمان إلى جو مفعم بالحيوية و النشاط، و هذا الأمر في غاية الأهمية لمساعدة المريض على الشفاء بسرعة.

تعكف برامج إعادة التأهيل على عقد جلسات جماعية وانفرادية على مدار اليوم تحت إشراف أخصائيين نفسانيين لمتابعة حالات المرضى والمدمنين و تقييم مدى قابليتهم للتماثل للشفاء وتغيير نمط حياتهم وإعدادهم إلى مرحلة ما بعد الإدمان.

كما تتميز هذه البرامج بقواعد تنظيمية و قوانين صارمة التي تنظم الحياة داخل الإقامة و خاصة فيما يتعلق بالزيارات و تنظيم الإجازات و من الامتثال لهذه اللوائح يتعلم المرضى بعد حصولهم على الشفاء كيف يتقيدون بالقواعد المنظمة للمجتمع.

 

استراتيجيات برنامج إعادة التأهيل الإقامة الكاملة:

تتبنى هذه المراكز عدة استراتيجيات وطرق لإعادة تأهيل الذين يعانون من الاضطراب النفسي أو المدمنين وتختلف هذه الطرق حسب الشخص نفسه، وحسب حالة كل شخص فقد يكون العلاج ضمن جلسات فردية أو جماعية بالإضافة إلى تقديم العلاج الكيميائي.

العلاج الدوائي:

في بداية العلاج يحتاج المريض إلى وصف بعض الأدوية له يتناولها باستمرار للتخفيف من حدة الأعراض نتيجة وقف تعاطي الممنوعات كما تعمل هذه العقاقير على إخراج السموم من الجسم و التخلص منها و تعتبر أهم مرحلة لتجنب أي انتكاسة تحدث في مسار العلاج والتعافي.

العلاج الفردي:

يأتي هذا النوع من العلاج في المرحلة الثانية وهنا يتم الاستماع إلى المدمن في جلسات فردية يعرب من خلالها المريض عما في نفسه من أحاسيس ويسرد الأسباب التي أودت به إلى هذه الحالة النفسية المتدهورة، و هنا على المشرف النفساني تحديد الطريقة المثلى لعلاجه.

العلاج الجماعي:

إذا كان العلاج الفردي موجها لشخص واحد فإن العلاج الجماعي يستهدف مجموعة من الأشخاص يعانون من نفس المشكل حيث يكون هذا النوع من العلاج مفيدا لهم من خلال تشجيع بعضهم البعض على تغيير سلوكهم و تخطي الاضطرابات والمشاكل النفسية التي يعانون منها وفي هذه الحالة يجد المختصون علاجا واحدا لهم في نفس الوقت، كما أن العلاج الجماعي له أهمية في تكوين صداقات جديدة بعيدة عن الانطواء والإدمان كما يمنع من حدوث أي انتكاسة في مرحلة ما بعد العلاج وهو أيضا مهم جدا للأشخاص الذين يعانون من الانطوائية فلا يبوحون بما يعانونه للأطباء على عكس ذلك لما يعالجون جماعيا.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق