برامج إعادة التأهيلبرامج العلاج الدوائي

العلاج الوقائي من الإدمان

العلاج الوقائي من الإدمان

الإدمان خطر يهدد حياة المجتمع ليس فقط المُتعاطي، لذلك ظهرت الدعوات الدولية والمؤسسات الصحية العالمية من أجل التكاتف للتصدي لهذه المشكلة، فالإدمان من الأمراض المزمنة التي تصيب الإنسان ولا يمكن الشفاء منها تمامًا وهي تشبه مرض السكري أو ضغط الدم يمكن التحكم فيها طالما التزم المريض بتعليمات الطبيب، وإلا فقد يبقي هناك احتمالية عودة المشكلة مرة أخرى، وهنا يأتي دور العلاج الوقائي من الإدمان.

الذي يعمل على تغيير الأفكار والسلوك ومعرفة الجذور العميقة للجوء الشخص إلى الإدمان والتخلص منها، كما إن تطبيق برنامج العلاج الوقائي من الإدمان يساعد على الحد من انتشار هذه الظاهرة.

 

لماذا يلجأ الشباب الى الإدمان؟

المخدرات مرض خبيث ينهش جسد المجتمع والفئة التي يستهدفها الإدمان هم فئة الشباب والمراهقين، وغالبًا يبدأ الإدمان بالرغبة في تجربة شيء جديد، وأحيانا لتعويض عقدة نقص لدى الشخص مثل عدم الثقة من النفس، التخلص من الضغوط الحياتية والأسرية، وقد تحدث بسبب الفضول وغياب الرقابة الأسرية.

كما إن بعض الشائعات الخاصة بزيادة القدرة والطاقة الجنسية، أو فقدان الوعي والحياة في عالم وهمي قد يكون مغري خاصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل أسرية واجتماعية واقتصادية صعبة.

 

استراتيجية العلاج الوقائي من الإدمان:

العلاج الوقائي من الإدمان هو أحد أحدث الاستراتيجيات التي يجب على السلطات والسيادية والحكومات اتباعها للمساعدة المُتعافين على التخلص من المشكلة ودمجهم مرة أخرى في المجتمع، ويمكن القول إن العلاج الوقائي من الإدمان ينقسم إلى 3 تصنيفات أساسية،

مرحلة التأهيل العلمي من العلاج الوقائي من الإدمان:

وفي تلك الفترة يتم العمل على تعزيز  قدرة المدمن على استعادة قدراته وفاعليته في مجال العمل أو الدراسة وعلاج المشاكل والعراقيل التي تواجه.

أما إذا كانت هناك صعوبة في العودة إلى العمل مرة أخرى بسبب وصمة العار التي يعاني منها المُتعافي من الإدمان فيتم تأهيل المريض للالتحاق بعمل أخر في نفس المجال أو عمل أخر حسب الحالة، بالإضافة إلى دعم المريض ليمارس حياته بشكل طبيعي.

وتلك المرحلة تعني بإعادة دمخ المٌتعافي مرة أخرى في المجتمع والأسرة والتغلب على ظاهرة – الخلع – حيث يؤدي الإدمان إلى خلع المدمن من المجتمع وانتهاء علاقته بشبكة المجتمعية الطبيعية.

ويقوم العلاج الوقائي من الإدمان في المرحلة الأولى لتحسين العلاقة بين الطرفين، وتدريبهم على تقبل وتفهم طبيعة المُتعافي وإعادة دمجه في المجتمع.

الوقاية ومنع حدوث انتكاسة المريض بعد فترة من علاج الإدمان:

لذلك فأن في تلك المرحلة يجب متابعة المريض مع الطبيب المختص من خلال زيارات منتظمة تتراوح ما بين شهر إلى 3 أشهر حسب حالة المدمن وطبيعة المخدر الذي يتعاطاه.

كما يجب أن يكون هناك تدريب للمدمن والمحيطين به لاكتشاف العلامات المبكرة التي تنذر بحدوث انتكاسة وتوضيح كيفية التعامل معه بشكل سليم وتقديم المساعدة اللازمة والتي يحتاجها لضمان بقاء حالة المُتعافي من الإدمان مستقرة.

 تأهيل المدمن للانخراط في المجتمع بشكل طبيعي:

مع ضرورة أن يكون له دور في دعم الأخرين الذين لا يزالوا في المراحل الأولى من العلاج من الإدمان، ويمكن القول إن العلاج الوقائي من الإدمان وبرنامج إعادة التأهيل المدمنين وجهان لعملة واحدة.

فلا يمكن الاكتفاء بطريقة دون أخرى، للوصول إلى اعلى درجات الاستفادة وهي إعادة تأهيل المُتعافي وتحويله إلى عضو فاعل في المجتمع الذي يعيش فيه.

 

الإجراءات المتبعة في العلاج الوقائي من الإدمان:

  • هناك عدة إجراءات يتم اتباعها لمواجهة بعض الحالات الصعبة التي قد تتعرض إلى ما يُعرف بالتسمم المرضي الحاد، فقد يصاب المُتعافي من نوبة عنف شديدة يسبب فيها الضرر لمن حوله أو تحطيم الأثاث.
  • لذلك يجب اتباع تطهير الجسد من السموم، وسحب المخدرات من الجسم وعلى الأخص للأشخاص الذين أدمنوا مواد تسبب الهلاوس والتخيلات، ويكون عليهم إجراء فحص المخدرات بالبول أو الدم كل فترة للتأكد من أن الجسم خالي من أي سموم.
  • ولا يحتاج المتعافي في تلك الحالة إلى إشراف معالج وإنما يتم الاكتفاء بإرشاد المُتعافي في كل المراحل وطمأنته وتشجيع المريض على إمكانية العلاج والتأهيل في المجتمع مرة أخرى.

 

معلومات يجب أن تعرفها عن الوقاية من الإدمان:

كما ذكرنا فإن الإدمان مرض عقلي مزمن، يمكن التوقف عنه ودعم المريض لمنع الانتكاسة وعودة المرض مرة أخرى، ولكن من الصعب علاجه بدون الحصول على مساعدة من متخصصين.

لأن تعاطي المخدرات يؤثر على أجزاء معينة من المخ وهى الأجزاء المسؤولة عن المتعة، فيصيبها بالخلل وبالتالي يشعر المدمن بالأعراض الانسحابية بمجرد الامتناع عن تناول الجرعة لعدة ساعات.

لذلك لا يكون التخلص عن آثار المواد المخدرة سهل، ولا يمكن للمُتعاطي الامتناع عن تناول الجرعة لأنه في كثير من الأحوال يعتقد أنها قد تقضي على حياته.

لذا إذا كان لديك شخص في الأسرة مدمن فلا يجب أن تلوم نفسك، أو تشعر بالخزى ، بل يجب أن تلجأ إلى الاختصاصي

دور الطبيب النفسي في العلاج الوقائي من الإدمان:

  • الذي سيخبرك بمجموعة من الإرشادات للتعامل مع المدمن بأسلوب صحيح وتساعده على التخلص من تلك الأزمة، كما يجب على المريض اللجوء إلى الطبيب النفسي
  • الذي سيتابع إجراءات العلاج من الإدمان بالإضافة إلى علاج التداعيات المتعلقة بالإدمان مثل الإصابة بالاكتئاب أو غيرها من الأمور، كما يجب أن تلجأ الأسرة أيضا إلى الطبيب النفسي، الذي سيساعد على التقريب بين المدمن وأسرته، والتعامل معه بشكل صحيح.

دور العائلة  في العلاج الوقائي من الإدمان:

  • كما إن دعم التواصل العائلي يساهم بشكل كبير في التخلص من الإدمان، حيث إن دعم الأسرة يساعد في تقديم المدمن لنفسه في مناقشة الأفكار والسلوكيات التي دفعت الشخص إلى الإدمان، ومحاولة اقناعه بعكسها، وتعديل سلوكيات المدمن ليعود شخص سوي من جديد.
  • كما يجب أن تكون هناك أنشطة عائلية بالنزهات والأنشطة وأن يشعر بأن هناك أمل وأن هناك أنشطة تستطيع إلهاء عن الإدمان.
  • ومن المهم خلق صداقات جديدة، ومن المهم أيضا الابتعاد عن الأصدقاء الذي كانوا السبب فى تعاطي الشخص للمواد المخدرة، بالإضافة إلى الابتعاد عن الأماكن التى كان يتم التعاطي فيها.

دورالعلاج الجماعي  في العلاج الوقائي من الإدمان:

كما يعتبر العلاج الجماعي من أدوات العلاج الوقائي من الإدمان، من خلال إشراك المدمن في جلسات حوارية مع أشخاص استطاعوا التخلص من تلك المشكلة، حتى يشعر بأنه ليس الوحيد الذي يمر بتلك المحنة بل إن هناك أشخاص أخرون استطاعوا التخلص من تلك المشكلة.

 

العلاج الوقائي من الإدمان لغير المدمنين:

ولأن الوقاية خير من العلاج فإن العلاج الوقائي من الإدمان لغير المدمنين، حيث أصبح الإدمان احد الأخطار التي تنهش في جسد المجتمع الغربي، وأغلب ضحاياها من الشباب والمراهقين الذين هم عماد المجتمع، وفي ظل الجهود المستميتة من الحكومات والدول للتصدي لتلك المشكلة.

ويبقى العلاج الوقائي من الإدمان، والتي تعتبر مسؤولية المجتمع بأكمله بداية من الأفراد والأسرة مرورًا بالمنظمات الأهلية المهتمة بهذا الشأن نهاية والحكومات والجهات السيادة، كما إن العلاج الوقائي من الإدمان ليس فقط قاصر على الأشخاص المُتعافين من الإدمان وإنما أيضا الأشخاص المعرضين إلى خطر الإدمان.

يشمل العلاج الوقائي من الإدمان لغير المدمنين على الآتي ….

  • الإكثار من عمل الندوات واللقاءات الثقافية للشباب والمراهقين من خلال بعض الأفراد الجاذبين للشباب (مثل الفنانين أو نجوم المجتمع) حتى يسهل الاستماع إليهم، كما يجب أن توضح تلك اللقاءات للشباب كيفية تحسين قدراتهم على مواجهة المشكلات، كما يجب أن يتبع تلك الندوات لقاءات مع أولياء الأمور حتى يمكنهم حماية ابنائهم بالإضافة إلى كشف العلامات المبكرة للإدمان.
  • يجب أن يتم عرض الأضرار النفسية والجسدية الناتجة عن تعاطي المواد المخدرة للشباب، وخاصة الآثار الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن الاتجاه إلى الإدمان كحل للمشكلات التي يعاني الشباب.
  • وضع رقابة شديدة من السلطات المختصة بالكشف والقبض عن مروجي المواد المخدرة، الأمر الذي يساعد كثيرًا في منع إساءة استخدام المواد الطبية كأحد أنواع المخدرات.
  • كما يجب الاستعانة بالمواد الدراسية التي تعمل على تنفير الشباب من المخدرات، وتوضيح الآثار السلبية للتعاطي على سلوك الشاب، وعادة ما يتم وضع هذا في البرامج التعليمية المتكاملة، بالإضافة إلى إنشاء مراكز النصح والمشورة والعلاج الصحي للمدمنين.
  • العلاج الوقائي من الإدمان يهدف إلى منع انتشار المواد المخدرة بين الشباب الذي يتزايد يومًا بعد يوم، ويشكل تهديد حقيقي للأفراد والمجتمع، وعلى الرغم من كل الجهود المبذولة في الحد من هذه الظاهرة إلا أن الوسائل الموضوعة للوقاية من هذا المرض ووضع استراتيجية طويلة المدى لمكافحة هذه الظاهرة.

ويضع المعنيين بالبحث في مجال العلاج الوقائي من الإدمان عدة تصنيفات يمكن وضعها في 3 مجموعات:

  • تهتم الطريقة الأولى بمسائل العلاج وأحدث الطرق التي يمكن اتباعها لعلاج الإدمان، من خلال تطوير عمل الأطباء والمتخصصين الذين أصبح لديهم القدرة في تحسين طرق التفاعل مع المرضى.
  • أما المجموعة الثانية وتهتم بالأبحاث وطرق التعامل مع الظاهرة بشكل قانوني وتضع بعض القواعد التي تمنع انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات وتحمي المجتمع من هذه المشكلة، بالإضافة إلى توعية الأفراد بالأخطار الاقتصادية والنفسية والجسدية الناتجة عن الاندراج في هذا المستنقع.
  • وتهتم المجموعة الثالثة فهي تهتم بإظهار ما تم تحقيقه في مجال مكافحة المخدرات وينطلق الباحثون من مبدأ أن العلاج يمكن وليس مستحيل ولكن يجب أن يتبعه عدة إجراءات وقائية مثل العلاج المعرفي السلوكي، فضلا عن جلسات الارشاد، الدعم النفسي.

ويمكننا من خلال هذا المقال أن نقول إن العلاج الإدمان ليس سهل ولكنه ليس مستحيل، ويحتاج إلى تضافر جهود الأسرة والمجتمع والسلطات، والتي يمكنها توفير العديد من الإجراءات الوقائية للحد من تلك الظاهرة.

من خلال الاهتمام بالعلاج الوقائي من الإدمان والذي يهتم بإعادة تأهيل المُتعافي من الإدمان ودمجه مرة أخرى في المجتمع، لكن ذلك البرنامج ليس قاصر على المتعافين من الإدمان فقط ولكنه أيضا يشمل الأفراد المعرضين للإدمان ولم ينزلقوا إلى هذا المستنقع بعد.

فالوقاية خير من العلاج، وانتشار الثقافة بمخاطر انتشار المواد المخدرة وآثارها الجسدية والعضوية على الأفراد من شأنها أن تساعد في الحد من تلك المشكلة، ولن يتم هذا إلا من خلال توعية الشباب والأسرة معا.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق