أسئلة وأجوبة

ما هي صفات مدمن الجنس ؟

ما هي صفات مدمن الجنس؟

في الآونة الأخيرة، أصبح إدمان الجنس يُعرف في علم النفس بكونه مشكلة اجتماعية ذات أوجه تشابه بأنواع أخرى من الإدمان، مثل إدمان المواد المخدرة أو إدمان الكحوليات. ويسعى العديد من علماء النفس والاجتماع إلى معرفة ما هي صفات مدمن الجنس؟ ودراستها للتعرف على الأسباب التي تجعل الشخص يتحول إلى إدمان الجنس.

وبالنسبة إلى إدمان الجنس كحالة مرضية نفسية فإن تاريخه يرجع إلى سنوات طويلة ماضية، ومع ذلك لم يتم تسليط الضوء عليه أو محاولة فهم ما هي صفات مدمن الجنس؟ إلا في خلال العقدين أو الثلاثة عقود الماضية، لكن أن تأتي متأخراً أفضل من ألّا تأتي على الإطلاق، وقد ساعدنا تسليط الضوء على إدمان الجنس على التوصل إلى فهم أفضل وأوضح لهذا الأمر والبدء في معالجته بفعالية.

على نفس الصعيد، بدءاً من أواخر عام 1970 كان الطبيب النفسي والباحث “باتريك كارنيس” له دور فعال في التشخيص الأولي والعلاج من الإدمان الجنسي بحسب كونه مرض نفسي. وهو مسؤول أيضاً عن توصيل معلومات دقيقة حول هذا الموضوع – ما هي صفات مدمن الجنس؟ – إلى أيدي الخبراء بشكل خاص والجمهور بشكل عام من خلال العديد من المحاضرات والندوات التلفزيونية التعليمية. ومن بين الكتب التي كتبها حول هذا الموضوع Out of the Shadows: Understanding Sexual Addiction وأيضاً كتاب Don’t Call it Love: Recovery from Sexual Addiction، والتي تعتبر مصادر ممتازة لمعرفة المزيد من التفاصيل حول الإدمان الجنسي.

وفي كُتبه يصف الدكتور كارنيس كيف أن الأفراد الذين يدمنون على الجنس قد أصبحوا مدمنين على التغيرات العصبية الكيميائية التي تحدث في الجسم أثناء السلوك الجنسي، بنفس طريقة إدمان المواد المخدرة مثل الهيروين أو الكوكايين. لكن هذا لا يعني أن التعبير عن الذات عن طريق العلاقة الجنسية بين الشريكين يمكن أن يسبب الإدمان، وفي تناول ما هي صفات مدمن الجنس؟ يقول الدكتور كارنس: “بعيداً عن الاستمتاع بالجنس كمصدر من مصادر المتعة الجسدية الذاتية، فإن مدمن الجنس يمكن أن يعتمد على الجنس للحصول على الراحة من الألم، أو تخفيف الإجهاد” وهو ما يمكن مقارنته بإدمان المخدرات أو الكحول.

جدير بالذكر أيضاً أن الدكتور كارنيس قام بالاستناد على دراسة بحثية جرت لمدة عشر سنوات على 1500 مدمن للجنس، ووجد أن 8 في المائة من إجمالي عدد الرجال في الولايات المتحدة الأمريكية مدمنون على الجنس، في حين بلغت نسبة النساء 3 في المائة فقط، وبحساب هذه النسبة نجدها تصل إلى حوالي 15 مليون رجل وامرأة في الولايات المتحدة يعانون من هذه المشكلة.

ما هي صفات مدمن الجنس؟

الشعور بالخجل:

حسب العديد من الدراسات التي تبحث في ما هي صفات مدمن الجنس؟ فإن الشخص المدمن على الجنس يشعر بالعار والخجل حيال ما يفعله في كثير من الأحيان، أو بشكل أكثر دقة “حول ما فعله” حيث يظهر هذا الشعور على الشخص عادةً بعد ممارسة الجنس أو المشاركة في سلوكيات جنسية تنتهك بعض معايير الشخص نفسه. وقد يقوم الشخص بإنكار هذا العار عن طريق وصف هذا السلوك بأنّه عادي بالنسبة “للرجل الحقيقي” أو حتى قد يقوم بالتركيز على الآخرين فيقول “لقد أرادته هي” وفي كثير من الأحيان يقوم الشخص بالدخول في سلوكيات جنسية جديدة على وجه السرعة للتخلص من هذا الشعور وتعويضه بالشعور بالمتعة والنشوة.

ومن الممارسات التي توضّح ما هي صفات مدمن الجنس؟ أن يقوم الرجل مثلاً بإنشاء علاقة جنسية مع زوجة زميله في العمل، ثم يعلم أن زوجها لم يكن يرضيها جنسياً، وبعد ذلك يتجنب الذهاب إلى الفراش مع زوجته هو وربما حتى يبقى متيقظاً ويقوم بالاستمناء أثناء مشاهدة المواد الإباحية.

السرية:

تُشير الأبحاث التي تتناول سؤال “ما هي صفات مدمن الجنس؟” إلى أن مدمن الجنس تُصبح لديه حياة مزدوجة مع مرور الوقت بسبب السرية التي يتميز بها هذا السلوك، فقد يكون شخص مهذب ومحترم ومعروف في حياته العادية، ولكن يشارك بشكل سري في نشاطات جنسية من شأنها أن تكون بمثابة الصدمة لمن يعرف هذا الشخص أو القريبين منه.

وأبسط مثال على ذلك قضية شخص شهير في مصر أصبح يُدعى “عنتيل الغربية” حيث أن القريبين منه كانوا يحترمونه كثيراً وتفاجئوا بعدما اكتشفوا إقامته علاقات جنسية في مقر عمله وتصويره للسيدات اللاتي قام بالعلاقة معهم.

سلوك مسيء:

كذلك خرجت بعض الدراسات التي تتناول ما هي صفات مدمن الجنس؟ بنتائج تشير إلى أن مدمن الجنس قد ينتهك اختيار شخص آخر أو يتجاوز فهمه، مثل الرجل الذي يستخدم الإغواء الجنسي والإغراءات في إقناع المرأة التي تخرج معه للمرة الأولى كي توافق على ممارسة الجنس معه، أو المرأة التي لا تُزرر قميصها وتُظهر جزء من صدرها ثم تميل للأمام وهي تتحدث مع زميلها في العمل – ذو النية الصادقة – وتكشف عن صدرها بالكامل تقريباً، أو الكبار من الرجال والنساء البالغين الذين يتلاعبون بثقة الأطفال ويسيئون استغلال سلطتهم عليهم وخداعهم للانخراط في نشاطات جنسية معهم، ويبرز هذا السلوك تحديداً بشكل كبير بين المعلمين والطلاب في المدرسة، كل هذه الأمثلة تُمثّل إجابة على ما هي صفات مدمن الجنس؟ ولكن إدمان الجنس قد يكون مسيئاً بالنسبة للشخص المدمن نفسه أيضاً، مثل الاستمناء إلى حد الإصابة الجسدية أو الضغط على النفس من أجل الإثارة الجنسية.

ما هي صفات مدمن الجنس؟ الأعراض

عند الإجابة عن سؤال ما هي صفات مدمن الجنس؟ يجب العلم أن هناك بعض الأعراض الأساسية التي تظهر على مدمن الجنس بغض النظر عن النوع، أو تاريخ الحياة، أو النفسية، ويشمل السلوك الذي يظهر عادةً على مدمني الجنس:

  • الاستمناء الإجباري، ويحدث مع أو بدون المواد الإباحية (بما في ذلك المواد الإباحية المتوفرة عبر الإنترنت والأشكال التقليدية من الإباحية، مثل المجلات وأقراص الدي في دي).
  • زيارة الكباريهات والنوادي الليلية باستمرار، وكذلك المكتبات المُخصصة للبالغين، وغيرها من البيئات التي تركز على الجنس.
  • الدخول في علاقات متعددة أو علاقات متسلسلة موجزة.
  • المشاركة في الدعارة وبما في ذلك التدليك الحسي.
  • السعي وراء النشاطات الجنسية والانخراط فيها دون التفكير في العواقب المحتملة.
  • الانخراط مراراً وتكراراً في نشاطات ممارسة الجنس مع الغرباء أو ممارسة الجنس بشكل عرضي مع أشخاص يتم التعرف عليهم عبر الإنترنت.
  • الانخراط بشكل مستمر في الجنس غير الآمن.

من الجدير بالذكر أن مدمني الجنس من الذكور والإناث غالباً ما يتصرفون ويتحدثون عن سلوكهم بشكل مختلف تمامًا، أي أن إجابة سؤال ما هي صفات مدمن الجنس؟ قد تختلف بينهما. حيث يميل مدمنو الجنس من الذكور إلى التعرف على شركائهم ويكونون أكثر عرضة من النساء للانخراط في السلوك الجنسي الذي ينطوي على القليل من الارتباط العاطفي أو قد لا يرتبط عاطفياً أصلاً.

وعلى هذا النحو، فإن التمثيل الجنسي للرجال عادة ما يتخذ أشكالًا جنسية واضحة تمامًا. وعلى النقيض من ذلك، تميل المدمنات على الجنس من النساء إلى الحديث عن سلوكهم الجنسي القهري من حيث الرومانسية والعلاقات – حتى عندما تكون أنشطتهم جنسية إلى حد ما وتفتقر إلى الحميمية مثل سلوكيات مدمني الجنس من الذكور.

ما هي صفات مدمن الجنس؟ عوامل الخطر

نظرًا لوجود عدد قليل نسبيًا من الأبحاث والدراسات حول أسباب الإدمان الجنسي للتعرف على ما هي صفات مدمن الجنس؟ فإن معظم العاملين في الرعاية الصحية الذين يعالجون مدمني الجنس يميلون إلى الاعتماد على الأبحاث حول أنواع أخرى من الإدمان. وبشكل عام، تُظهر هذه الدراسات أن العوامل الوراثية يمكن أن تزيد أو تقلل من خطر الإدمان، وعادةً ما يحدث هذا عن طريق تغيير الطرق التي يتم بها تجربة مادة أو نشاط معين في الجسم والدماغ.

كما يلعب التركيب الوراثي دور في العشرات من الاضطرابات النفسية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب، وغيرها. ومن المعروف أن الأفراد الذين يتعاملون مع هذه القضايا المؤلمة عاطفياً غالباً ما يختارون “العلاج الذاتي” بشكل قهري عن طريق التوجه إلى مادة أو سلوك قد يسبب الإدمان.

ومع ذلك، لا يمكننا إلقاء اللوم بالكامل على العوامل الوراثية فقط. في الواقع، تخبرنا الأبحاث حول ما هي صفات مدمن الجنس؟ أن العوامل البيئية تلعب دور مماثل، بالنسبة للمبتدئين؛ إذا تم إهمال شخص ما أو الإساءة إليه في مرحلة الطفولة، فإن خطر إدمانه يرتفع كثيراً، تمامًا كما يحدث إذا قام بتعاطي مواد تسبب الإدمان في وقت مبكّر من حياته. ويبدو أن معظم مدمني الجنس يصبحون مدمنين بفضل التقارب بين عوامل الخطر – عادة مزيج من الاستعداد الوراثي وضعف التوجيه من الأب والأم والتعرض المبكر (غير المناسب في كثير من الأحيان) للمواد الإباحية والنشاط الجنسي.

يجدر بالذكر أيضاً أن إدمان الجنس ينطوي على الانشغال المستمر أو الهوس بالأفكار والسلوكيات الجنسية، وبالنسبة لمدمني الجنس أنفسهم يصبح الجنس محور التركيز الأساسي في حياتهم، حيث يصبح مدمنوا الجنس غير قادرين على ترك السلوكيات الجنسية الخاصة بهم أو حتى تقليلها على الرغم من العواقب التي تنشأ عن هذا النوع من الحياة، مثل:

  • المشاكل في العلاقات
  • المشاكل في العمل أو الدراسة
  • تدهور الصحة البدنية أو العاطفية
  • فقدان الاهتمام بالهوايات وغيرها من الأنشطة الصحية التي كانت ممتعة في السابق
  • المشاكل المالية
  • المشاكل القانونية، بما في ذلك الاعتقال

وكما هو الحال مع المدمنين الآخرين، غالباً ما يشعر مدمنوا الجنس بالخجل الكبير حيال ما يفعلونه، وفي لحظات الندم قد يخبرون أنفسهم “هذه المرة الأخيرة التي سأقوم بها بفعل هذا السلوك” ولكنهم يعودون لنفس السلوك مرة أخرى دون أن يدركوا ذلك، وهذا هو ما يُطلق عليه “فقدان السيطرة”. مدمن الجنس في هذه الحالة يحاول التوقف عن هذه السلوكيات ولكنه لا يستطيع القيام بذلك، وفي بعض الأحيان تتصاعد هذه السلوكيات للدرجة التي تتعارض مع القيم والمعتقدات الأساسية للفرد (مثل الإخلاص الزوجي أو عدم الإضرار بالآخرين) ولهذا السبب – كما ذكرنا – يجد مدمنوا الجنس أنهم يعيشون حياة مزدوجة حيث يحاولون بشتى الطرق الفصل بين حياتهم الجنسية وحياتهم العملية.

وفي نهاية الحديث عن ما هي صفات مدمن الجنس؟ يمكن القول بأن الالتزام بالتعاليم الدينية والقيم المجتمعية يمكن أن تساهم بشكل كبير في ابتعاد الشخص عن الإدمان الجنسي، حيث أنّها تؤهله لمواجهة كافة المغريات التي أصبحت منتشرة بشكل يومي في العصر الحديث.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق