أسئلة وأجوبة

هل يمكن التغلب على الإدمان بمفردك؟

هل يمكن التغلب على الإدمان بمفردك؟

تعددت أنواع الإدمان خاصة خلال الفترة الاخيرة، حيث كان في الماضي الإدمان على الخمور والكحوليات أو المخدرات بجميع أنواعها، هو المفهوم الأصلي والأساسي للإدمان، أو بالأحرى المفهوم التقليدي الذي علق في خيال الناس وأصبح شائعاً في جميع ادبياتهم وعلومهم وثقافاتهم، لكن في الآونة الأخيرة نجد أن مفهوم الإدمان تطور بنسبة كبيرة وذلك بسبب التطور التكنولوجي وتغيير الحياة وأدواتها وظهور أخطار جديدة من هذه الناحية، وتطور علم النفس والاجتماع والعلوم المرتبطة بالنفس البشرية عموماً.

لذلك تطور مفهوم الإدمان وشمل العديد من الأنواع بما يعرف الإدمانات الحياتية مثل إدمان الهواتف المحمولة وإدمان الأفلام الإباحية، إدمان الطعام وغيرها من الأنواع التي تجتمع في أسباب واحدة وهي العزلة والإنفراد والبعد عن الناس مما يسبب حالة مرضية تتطور بإدمان هذه الأنواع والتي غالباً تتم بشكل يشبه إلى حد كبير إدمان المواد المخدرة من الناحية العضوية والتأثيرات على المخ وإفراز نفس الهرمونات والمواد في خلايا المخ والجهاز العصبي، كما توجد نفس التأثيرات النفسية السلبية على حياة الإنسان مثل العزلة والوحدة والاكتئاب وغيرها.

نتناول في هذا المقال أثر العزلة في التسبب في الإدمان وإجابة السؤال الهام، هل يمكن التغلب على ظاهرة الإدمان بعيداً عن مساعدة الناس، أو عن طريق العزلة في المنزل بعيداً عن أعين الناس، والعوامل المرتبطة بالعلاج، وغيرها من الأمور تجدونها خلال السطور القليلة القادمة.

العزلة والوحدة سبب للإدمان ونتيجة له:

في المقدمة السابقة ظهرت خطورة العزلة على حياة الإنسان، وإنه السبب في الدخول في تجربة الإدمان حتى لو كانت تجربة إدمان بعيدة عن المخدرات، حيث تعتبر هذه الأنواع مرتبطة إرتباط وثيق بالعزلة والبعد عن الناس، ومن ذلك نستنتج أن سبب من أسباب الإدمان العديدة هو البعد والعزلة عن الناس.

أما النتيجة فهي معروفة، عندما يدخل الإنسان في هذه الرحلة الطويلة والمميتة ينتج عنها بعض المخاطر على المستوى النفسي على وجه الخصوص، ومن ضمن الأمراض النفسية التي يتعرض لها الإنسان المدمن الإكتئاب والتوتر والقلق والتعرض للهلاوس والخيالات المرضية، وهذه في حالة الإدمان على المخدرات او أي من الأنواع التي ذكرت سابقاً، أي أن العزلة في تلك الحالة سبب للإدمان ونتيجة له، وكأننا في دائرة كبيرة ضلعها الأوحد والأخير هو الوحدة والعزلة وتلتف حول المدمن كالاساور على المعصم.

 

ما هي عوامل نجاح خطوات العلاج من الإدمان؟

هناك عدة عوامل لابد أن تتوافر في الشخص الذي قرر أن يبدأ في خطوات العلاج من الإدمان سواء على المخدرات أو غيره من أنواع الإدمان، وهذه العوامل ذاتية نفسية يبدأ بها الشخص، وعوامل اخرى ترتبط بالعلاج نفسه سواء دوائياً أو نفسياً، ومن الممكن تلخيص تلك العوامل في النقاط القليلة القادمة:

الإرادة:

والتي تعتبر سر النجاح في خطوات العلاج، وهذه الإرادة تأتي من الإقتناع التام أن الحالة المرضية للإدمان قد تؤدي بالشخص إلى الهلاك المحتوم في حالة عدم العلاج، وهذه الإرادة أو العزيمة والتصميم على الشفاء لابد أن تتوافر في الشخص الذي قرر أن يقلع عن المخدرات او العادات السيئة المرتبطة بالإدمان، وهو عامل ذاتي ونفسي في غاية الأهمية في بداية وأثناء خطوات العلاج حتى الشفاء والتعافي نهائياً.

خطوات العلاج السليم:

قد تتوافر الإرادة لدى الشخص الذي قرر العلاج، لكنه يخطأ في تقدير العلاج ، فيرجع مرة أخرى إلى حالة الإدمان، لذلك لابد من الخطوات العلمية الصحيحة والتي تستند إلى إشراف طبي متخصص يساعد الشخص على تجاوز الحالة المرضية والبدء في التخطيط العلاجي الصحيح سواء العلاج الدوائي او النفسي.

الدعم النفسي:

من المعروف أن الإنسان كائن إجتماعي يعيش في جماعات ويتفاعل معها نفسياً وعاطفياً وهذا العامل هام للغاية في التشجيع والدعم كي يكمل العلاج، وفي بعض الأحيان يعتبر هذا العامل من أهم عوامل نجاح خطوات العلاج من الادمان، حيث تعتبر الاسرة والعائلة هي الملجأ العاطفي الجيد للشخص المدمن، في حالة إذا قاموا بإحتوائه والعطف عليه وعدم نبذه أو تعنيفه أو معاملته معاملة المجرم، فهذه الخطوة قادرة بلا شك ان تعين المدمن على التعافي السريع، وتجاوز هذه المحنة.

كما أن الأصدقاء والمقربين عليهم دوراً لا يقل أهمية عن دور الاسرة أو العائلة، حيث ان العوامل العاطفية المشتركة بينهم وبين الشخص المدمن قد تكون كبيرة وعميقة وهو ما يساعدهم على التشجيع والتحفيز المعنوي كي يرجع هذا الشخص إلى حياته الطبيعية قبل الإدمان.

الهدف:

وهو عامل هام آخر من عوامل نجاح علاج الإدمان وذلك لأن هذا الهدف حافزاً إلى رجوع الشخص إلى حياته الطبيعية مثل الحياة الأسرية أو الدراسة أو إلى الإنجازات الشخصية التي كان يحققها في الماضي، أو من أجل البداية من جديد في حياة جديدة بعيداً عن عادات الإدمان وغيرها من هذه الأمور.

هذه النقاط القليلة تعتبر من أهم العوامل الرئيسية في نجاح علاج الإدمان، يبقى أن نركد أن هذه العوامل تختلف من حالة إلى حالة أخرى ومن شخص إلى شخص، غير أن العوامل السابقة تشترك في معظم الحالات.

هل يمكن التغلب على الإدمان بمفردك؟

الإجابة على هذا السؤال قد تبدو صعبة، لأنها ترتبط بعدة عوامل من ضمنها العوامل السابقة التي ذكرت عن نجاح خطوات العلاج، إلا أنه يمكن تلخيص الإجابة من خلال النقاط التالية:

  • مدى نجاح خطوات العلاج السليمة وعواملها التي لابد من أن تتوافر في الشخص، مثل الإرادة والتحفيز الجيد ووجود الهدف والإشراف الطبي الدقيق والسليم على المستوى العلاجي الدوائي العضوي أو النفسي.
  • التغلب على الوحدة: لا يمكن نجاح خطوات العلاج من الإدمان في وحدة وعزلة عن المجتمع او عن الأسرة والعائلة والأصدقاء، وذلك أن العزلة هي السبب الرئيسي لوجود حالة الإدمان، أي انهما متلازمين، وبسبب ذلك لابد لك من المساعدة.
  • الإنتكاسة: وهو العودة مرة أخرى لحالة الإدمان المرضية وهناك عدة عوامل منها هو وجودك بمفردك طوال الوقت وعدم التنفيذ الجاد لخطوات العلاج، لذلك يكون من السهل عودتك مرة اخرى، وفي بعض الحالات تكون العودة أخطر وأشد من ذي قبل.

هذه العوامل تصّعب من العلاج بمفردك، من الممكن بالطبع أن تستطيع أن تعالج نفسك بنفسك، لكن هذا يحتاج إلى جهد مضاعف وحقيقي وعزيمة وإرادة حديدية لا تتوافر عن المعظم من الناس، لذلك عليك أن أن تعالج نفسك بالآخرين، وتطلب يد المساعدة منهم حتى تتجاوز تلك المحنة، لذلك نقدم لك بعض النصائح الجيدة التي تساعدك على الشفاء في النقطة التالية.

نصائح تساعدك على علاج الإدمان:

سواء كنت قررت العلاج من الادمان لوحدك أو بمساعدة الآخرين، هناك بعض النصائح المساعدة للخروج من دائرة الإدمان والتعافي السريع وذلك من خلال الخطوات التالية:

لا تترك نفسك وحيداً:

اندمج مع الآخرين، وانطلق في النشاطات المجتمعية مثل التبرع للآخرين، ومساعدتهم، وغير ذلك من الأنشطة.

ضع أسرتك امام عينيك:

فهذا الهدف يحفزك بلا شك للحفاظ على الروابط الأسرية الصحيحة من خلال تحملك المسئولية تجاههم وتجاه نفسك بالتوقف عن الإدمان.

ممارسة الرياضة والهوايات المحببة:

إن ممارسة الرياضة من العوامل التي تساعدك على اجتياز حالة الإدمان وعدم العودة مرة أخرى وذلك بسبب ما تفرزه من هرمونات مساعدة تشعرك بالسعادة، وكذلك الهوايات المحببة إليك مثل عزف الموسيقى او الرسم، او الكتابة أو أي شيء من هذا القبيل.

الإنجاز الشخصي:

مثل الدراسة أو الحياة العملية والإنجاز فيها والأهداف الشخصية التي تريد أن تحققها في الحياة سواء على المدى القريب أو البعيد.

كل هذه الاشياء والأهداف والخطوات السابقة تؤكد أن الإنسان بفطرته كائن إجتماعي يحتاج إلى المساعدة من الآخرين، وهو عكس العزلة والوحدة والتي تسبب الحالة المرضية للإدمان سواء على المخدرات أو غيرها من أنواع الإدمان الأخرى، لذلك نستنتج من هذا المقال صعوبة التغلب على الإدمان بمفردك إلا ببعض العوامل المساعدة والمحفزة للتعافي والشفاء.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق